ثقافتنا بالمزاد:
الباحث : غسان صالح عبدالله
الحلقة المفقودة بين الكلمة والإدراك والمدعي الثقافة والعلم ..وللأسف إنه لضيق افقك العلمي ما أن تضع اصطلاحا فوق اصطلاح حتى تحسب نفسك عالما وباحثا وفيلسوفا وسائر الناس جهلاء يجب أن يستمعوا لك.. وتفترش أجنحة الملائكة تحت أقدامك وتطير بك وتضيّق على الناس في المجالس والطرقات
فالأديب والشاعر والمفكر بحاجة إلى التحلي بالمناقب أي أنه يتوجب عليه أن يفعل إيمانه ؛ أن يحيا أفكاره ..
هناك ازدواجية لصاحب الكلمة ..ولا يستطيع الوصول إلى هدفه..لأن اكثر فئة تعصف فيها الفرديات والخصوصيات هي بلا منازع فئة رجال{ القلم والفكر والفن}.
أظن انني لا اكون مخطئا في القول أنه يظهر في بلادننا ميلا معاديا للكلمة ..وحين نقول أنه من المستحيل علينا أن نرتفع عن شهوات الجسد والغريزة وإلى الأفكار والحق والحب والوجدان فقد جرى في الماضي قبل نكباتنا العظيمة أننا ارتفعنا فوق هذه الأمور الدانية إلى المرامي السامية من الفكر والحب والوجدان ..
إن شعبنا كله موكل للأخذ باتجاه نور الحقيقة والجمال والحب والوجدان بقيادة أدبائه وشعرائه ونوابغه الذين يدركون حقيقة نفسيته التي كادت طبقات الحوادث التاريخية تطفيء نورها ، وذلك حين يغوصون في الحقائق النفسية الأخيرة في أعماق أنفسهم فيحسون تياراتها الخفية الجارية تحت الطبقات التاريخية المطبقة عليها فيكتشفون نفوسهم ، نفسيتهم الاصلية بكل جمالها، اي نفوس مواطنيهم ونفسيتهم الأصلية ، حينئذ تجد الحلقة المفقودة بين الكلمة والإدارك العادي وتدرك الرابطة بين الأديب ومجتمعه بين الكلمة وقارئها.
وللأسف ما يبدو اليوم واضحا وجليا هو تفشي ظاهرة الأمية الثقافية وقيادتها للحركة الثقافية في سورية ..وقد أصبحت ثقافتنا بالمزاد..من يدفع يعتلي المنابر وينظر ويستشعر ويصبح اديبا وشاعرا وفيلسوفا بين يوم وآخر..
فالصراع الفكري يصل بنا إلى أن نميز بين الحق والباطل وأن نعرف حقيقتنا بأبعادها الجميلة اللامتناهية فتصبح حركتنا في الحياة واعية هادفة مدركة عظيمة..
الباحث : غسان صالح عبدالله
Discussion about this post