بقلم الدكتوره … شمس راغب
• قرار إلهي بحفظ القرآن الكريم من التغيير والتبديل .
• قال تعالى : ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” الحجر ٩
• قرر الله تعالى أنه هو الذي أنزل الذكر ، وهو القرآن الكريم ،
وهو الحافظ له من التغيير والتبديل . تفسير ابن كثير .
• – إنا نحن نزلنا الذكر – وهو القرآن . – وإنا له لحافظون – قال :
وإنا للقرآن لحافظون من أن. يزاد فيه باطل ما. ليس منه ، من
أحكامه وحدوده وفرائضه . تفسير الطبري .
• – إنا نحن نزلنا الذكر – أي القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من
المسائل والدلائل الواضحة ، وفيه يتذكر من أراد التذكر ، – وإنا
له لحافظون – أي : في حال إنزاله وبعد إنزاله ، ففي حال
إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم ، وبعد إنزاله
أودعه الله في قلب رسوله ، واستودعه فيه ثم في قلوب أمته
وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص ، ومعانيه
من التبديل ، فلا يحرف محرف معنى من معانيه إلا وقيض
له من يبين الحق المبين ، وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على
عباده المؤمنين . تفسير السعدي .
• – إنا نحن – تأكيد لاسم إن أوفصل . – نزلنا الذكر – القرآن .
– وإنا له لحافظون – من التبديل والتحريف والزيادة والنقص .
تفسير الجلالين .
• طالبوا بتنزيل الملائكة كآية على صدق النبوة فأجابهم الله “عز و جل”
: ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” .
• ” وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون . لوما تأتينا
بالملائكة إن كنت من الصادقين . ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما
كانوا إذا منظرين . إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” الآيات
( من ٦ – ٩ ) من سورة الحجر مكية .
• ويحكي السياق سوء أدبهم مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقد
جاءهم بالقرآن المبين ، يوقظهم من الأمل الملهي ، ويذكرهم بسنة
الله ، فإذا هم يسخرون منه ويتوقحون .
• ” وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون . لو ما تأتينا
بالملائكة إن كنت من الصادقين ” فهم يطلبون الملائكة مصدقين
” لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ” .
وطلب نزول الملائكة يتكرر في هذه السورة وفي غيرها ، مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – ومع غيره من الرسل قبله .وهو
ظاهرة من ظواهر الجهل بقيمة هذا الكائن الإنسان الذي كرمه
الله ، فجعل النبوة في جنسه ممثلة في أفراده المختارين .
• والرد على هذا التهكم وهذا الجهل هو ذكر القاعدة التي يشهد
السالفين : أن الملائكة لا تنزل. على. الرسول إلا لهلاك المكذبين
من قومه حين ينتهي الأجل المعلوم ، وعندئذ فلا إمهال ولا تأجيل
ما ننزل الملائكة إلا. بالحق ، وما كانوا إذا منظرين .
• فهل هو ما يريدون وما يتطلبون؟!
يقول العلماء :
• ثم. يردهم السياق إلى الهدى والتدبر .. إن الله لا ينزل الملائكة
إلا بالحق ، ليحقوه وينفذوه والحق عند التكذيب هو الهلاك
فهم يستحقونه فيحق عليهم . فهو حق. تنزل به الملائكة لتنفذه بلا. تأخير ، وقد أراد الله لهم خيرا مما يريدون. بأنفسهم ، فنزل
لهم الذكر يتدبرونه ويهتدون به . وهو خير لهم من تنزل الملائكة
بالحق الأخير لو كانوا يفقهون ؛ ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” فخير لهم أن يقبلوا عليه .
فهو باق محفوظ لا يندثر ولا يتبدل ، ولا يلتبس بالباطل ولا
يمسه التحريف وهو يقودهم إلى الحق برعاية الله وحفظه ، إن
كانوا يريدون الحق ، وإن كانوا يطلبون الملائكة للتثبت .. إن الله لا يريد أن. ينزل عليهم الملائكة ، لأنه أراد. بهم الخير فنزا
لهم الذكر المحفوظ ، لا ملائكة الهلاك والتدمير .
• يقول العلماء والمفسرون :
– وننظر نحن اليوم من. وراء. القرون إلى وعد الله الحق بحفظ
هذا الذكر ؛ فنرى فيه المعجزة الشاهدة بربانية هذا الكتاب –
إلى جانب غيرها من الشواهد الكثيرة – ونرى الأحوال والظروف
والملابسات والعوامل التي تقلبت على. هذا الكتاب في خلال
هذه القرون ما كان يمكن أن. تتركه مصونا محفوظا لا تتبدل
فيه كلمة ، ولا تحرف فيه جملة ، لولا أن هناك قدرة خارجة
عن إرادة البشر ، أكبر من الأحوال والظروف والملابسات والعوامل ، تحفظ هذا الكتاب من. التغيير والتبديل ، وتصونه
من العبث والتحريف .
• لقد جاء على هذا القرآن زمان في أيام الفتن الأولى كثرت
فيه الفرق ، وكثر فيه النزاع وطمت فيه الفتن ، وتماوجت فيه
الاحداث . وراحت كل فرقة تبحث لها عن سند في هذا القرآن
ودخل في هذه الفتن وساقها أعداء الدين الأصليين خاصة ثم
من القوميين دعاة ” القومية ” دعاة القومية الذين. تسموا بالشعوبيين .
• وقد أدخلت هذه. الفرق على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم – ما. احتاج إلى جهد عشرات العلماء. الأتقياء الأذكياء عشرات من. السنين لتحرير سنة رسول الله – صلى الله عليه
وسلم – وغربلتها وتنقيتها من. كل دخيل عليها من كيد أولئك
الكائدين لهذا الدين .
• كما استطاعت هذه الفرق في تلك الفتن أن تؤول معاني النصوص
القرآنية ، وأن تحاول أن تلوي هذه النصوص لتشهد لها بما
تريد تقريره من الأحكام والاتجاهات ، ولكنها عجزت جميعا –
وفي أشد أوقات الفتن أن تحدث حدثا واحدا في نصوص هذا. الكتاب المحفوظ ؛ وبقيت نصوصه كما أنزلها الله ؛ حجة باقية
على كل محرف وكل. مؤول ؛ وحجة باقية كذلك على ربانية
هذا. الذكر المحفوظ من. عند الله .
• وشهدت هذه المعجزة الباهرة بأنه. حقا تنزيل من. عزيز حكيم .
• لقد كان هذا الوعد على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم…
Discussion about this post