(اطلق سَراحِي, كي أعود إليْك):
بقلم د. (كمال العيادي الكينغ)
خُذ ما شئتَ
وأترك لي
بعض ما قد يتبقى
من فُتَاتٍ،
أقتاتُ عليه.
خُذ قلم الرّصاص
و دّوَن، كما تشاء:
الجمر فحم
والرّماد، كساء
والعشق، كلمة بلا معنى
وجداول الدّمع، ماء.
ثمّ عدّل بالممحاة، ما شئت
واترك لي مِساحة من فراغ,
لوْ شِئتَ…
كي أرسم نقطة تعجّب واحدة.
خُذ القاموس والقواعد كلَها
خذ كلّ اللّغة
وأترك لي الفواصل والنّقاط
تلك التي لا تحتاجُها
و ستكفيني،
لأكتب لك من جديد
أعذب رسائل العشق
يا وطني.
خُذ إسمي
ورسمي أن شئت.
وأترك لي أن أحبّك بطريقتي.
غريبا.
وحيدا.
بعيدا عنك
ومسكونا بك.
يا كم تُبالغ في ظلمي
وكم تقسو وتتجبّر.
يا كم تبتعد.
يا كم تتكبّر.
وماذا طلبتُ من الله أنا
ولم أستأذنك فيه
غير أن يحميك
ويحفظك في ذاكرتي أخضر ؟؟
خذ أسباب دموعي كلّها.
إن شئت.
خذ العامرات والغامرات
من ضيعات أحلامي الواسعة
واترك لي مساحة
بين نهدي تنهيدتين
وفاصلة.
خذ نور عيني
وزدني ضنكًا
لترتاح…وأنت تراني انزف
ولا يعنيك، غير أن يُقال:
أنني مُتّ،
لأنني هجرتك.
وكأنني كنتُ حيّا وأنا فيك
حتى أموت، بعيدًا عنك !
وبِإختصار:
فّكّ قيودي
وإطلق سراحي
كي أعود إليك
يا وطني الحبيب.
يا وطني الأخضر…
————————————
بقلم د. (كمال العيادي الكينغ)
Discussion about this post