بـقـلـم … لـمـيـاء الـعـامـريــة
وجهات نظر ، ومفاضلات ومقارنات تثار ، واسئلة عديدة ، وطروحات فكرية واجتماعية وفلسفية لا تخلو من صبغة السياسة والاقتصاد وغيرها .
قيل ( لكل زمانٍ دولة ، ورجال ) فرجال الامس الذين صنعوا التاريخ الحافل بالامجاد والبطولات وعظيم التضحيات ابان الاستدمار الفرنسي وناضلوا نضالا مستميتا من اجل الحرية والكرامة والاستقلال ادّوا رسالتهم تجاه الشعب والوطن ، وقادوا حركة النضال والتحرير حتى تحقيق النصر المؤزر .. ومن الطبيعي ان يتجهوا بعد نيل الاستقلال لترسيخ ثوابت الدولة ودستورها الوطني وبناء الوطن كما ينبغي ويستحق وينسجم وحجم تضحيات ابنائه الغيارى ..
كما ان من سنن الحياة التغيير والتجدد الحيّ والفاعل والجزائر كبقية بلدان العالم لابد ان تواكب هذي المتغيرات مع الحفاظ وحماية الثوابت الدينية والوطنية والدستورية .. وبعض هذه المتغيرات قد يرتضيها البعض وينكرها البعض الآخر وهذا في حد ذاته امر طبيعي له ايجابياته وسلبياته ..
بعض الطروحات والتى تأخذ منحى المقارنة والتفضيل في حقيقة الامر انما تخالف اركان التطورات والمتغيرات ، وتخالف قوانين الطبيعة البشرية والمجتمعية والحياتية ، فمن ينتقد اليوم بمقارنته بالامس عليه ان ينتقد الامس بمقارنته مع من سبقه ، وهكذا وصولا الى اقدم العصور ، وربما يتشرّب هذي النظرة العقيمة والرؤى الضبابية ..
لكل زمن له ظروفه وحجم تحدياته ، فجزائر الامس كبقية دول ومجتمعات العالم ليست كما اليوم ، كم ان اليوم ليس كما بعده ، وهكذا تستمر عجلةالحياة وديمومتها ..
ولنضرب مثلا على الانسان الفرد نفسه هل هو اليوم كما كان بالامس ؟؟
السؤال الذي يجب ان يكون في اذهان الشعوب والمجتمعات هو
كيف يمكن ان اخلق حياة افضل مستلهماً من امجاد الماضي لخلق غدٍ اجمل ؟؟؟
الحياة في حركة دؤوب ، لا وقت للجمود ، والتراخي ، ولابد من المطاولة والدأب بعزيمة وارادة وفكرٍ واعٍ لاجل ديمومة الحياة واستمراريتها على اكمل وجه دون الانسلاخ عن امجاد الماضي التليد ، مستثمرين ما توفره لنا التكنولوجيا الحديثة وغيرها من الوسائل التي لم تكن متاحة لمن سبقونا ..
اشعل شمعة بدل ان تلعن الظلام …
من هنا وجب ان ينظر كل انسان لنفسه ، فالتغيير يبدأ بالنفس ، وحصاة صغيرة في قعر زجاجة ماء قد تروي عطش الكثير
فلا تستصغر صغار الحصى ، فمنها تتمخض الجبال الشمّ .
تحيا الجزائر ..
Discussion about this post