……شجرَةٌ الرَماد……..
توفيق النهدي
أبو أديب
حَضنت ذات غروبٍ شجرة مِن رماد، تضيء لي بقية ليلي…..
سَقِيتها دموعي لِتمدني بحرارة لما بقِيَ مٍنِّي….
شجرةُ الغروب لا تلتفت الى الشمس..
تُحبٍكُ قِصّتَها ليلا
ظِلّها من نهارٍ كئيب
وَرقها صامتٌ كاتمٌ مدفونٌ في الظلام
جِذعُها في سماء الترابِ
جِذرها مُسترسِلٌ مَع الغِياب..
أعشق شجرة الرماد
مرتفعة الفراغ
ممشوقة العدم
تستوي مع اللاشيء
تسلخ من حولها الضباب
توأمها الضباب
تَرَانِي أَلِجُ في لُبِّها مُنحَنِيًا
خيالي لا يستجيب
يَأْبَى الإنحناء
يَخشى القُرفصاء
الفضاءُ مملوءٌ بِنًا بِكُلِنَا
تَعالى معي إلى كهف البداية
رمادٌ لكِنَّهُ وعدٌ وموعدٌ
فارقٌ زمنيٌ جديد
بلورٌ رماديٌ الحياة
بِلا حياة..
سينزل ماء من كبد الفؤاد
يُمطر ما بقي من شجرة الحنين
لعل شفاه الغسق تخضوضر فجرا
تَزهَرُ لِصَبري المُلتعاع بساتينٌ
يُروَى عَطشي غَدقا مجللاً.
توفيق النهدي
أبو أديب
تونس
Discussion about this post