**لن نسقط**
بقلم: عبد الستار الخديمي
طيفان تحاورا في خيمة نصبت على رأس نعامة.
قال الأول: هل تضمن بأن يبقى رأس النعامة مرتفعا كرؤوس النخل لا ينحني خوفا وجبنا.
ردّ الثاني: النعامة حين تشعر بالخطر تدفن رأسها في التراب لأنها بذلك تعتقد بانها تتجاوز الشعور بالخوف، وبما أنني خبير في المناورة، وبما أن مصيرنا معلق بارتفاع رأس النعامة، ساعلمها بأن حجمها مخيف وكلما ارتفع راسها إلا وهابها أعداؤها، وانها لو اشتركت في سباق مفتوح فستكون الأولى دون منازع.
رد الأول: هل سيتركون مضمار السباق دون سباق؟
لقد تعودوا على التفخيخ للسطو على الفوز، منطق المنافسة الشريفة منعدم لديهم، يؤمنون بمنطق “رزق البليك” والغنيمة، هل النعامة قادرة على عدم التفكير في طمر رأسها في التراب؟
علق الثاني وقد ظهرت على محياه علامات الخوف:
هل مصيرنا معلق بمدى صمود النعامة لكي لا تعود لعاداتها السيئة؟
هل قدرنا معلق بلحظة خوف وضعف؟
أظنها وعدتني ووعد الحر دين بأنها ستكتسب مع الوقت قلب أسد وستبقى صامدة وسنبقى في مأمن في خيمتنا على رأسها المرتفع.
سمعت النعامة الحوار في تعجب لأنها لم تفكر سابقا في تغيير عاداتها التي اعتقدت بأنها فطرية لا يمكن تغييرها.وقالت بثبات:
ما دمتما على رأسي فلن أدفنه في التراب، بل سأسعى لأطيل عنقي كالزرافة، الحيلة في ترك الحيل والقادم أفضل، أنا الآن بقلب أسد وجناحي صقر جارح وساقي فهد مطارد وعقل إنسان حكيم، دمتما خيمة على رأسي لكي لا يسقط وتسقطا.
بقلم: عبد الستار الخديمي
Discussion about this post