عَهدُ السَّعَادَةِ
بقلم …..شحة البهبهاني
عَهدُ السَّعَادَةِ مَا لَهُ مِن ثَانِ
عَهدٌ يَمرُّ كَعَفوَةِ اليَقظَانِ
فَبَرَاءَةُ الأَطفَالِ أَوَّلُ خَطوَةٍ
لِسَعَادةِ الإِنسَانِ وَالأَوطَانِ
الطِّفلُ يَمضِي فِي الحَياةِ وَقَلبُهُ
خَالٍ مِنَ الآفَاتِ وَالآحزَانِ
خَمسٌ مِنَ الأَفعَالِ تَبنِي فَرحَتةً
يَا لَيتَهَا دَامَتْ مَعَ الأَزمَانِ
فَالرِّزقُ أَوَّلُهَا فَهُمْ فِي سَعيهِم
كَتَوَكُّلِ الأَطيَارِ بِالرَّحمَنِ
يَنتَابُهُم خَوفٌ فَيَجرِي دَمعُهُم
حَتَّى يَسِيلُ كَأَنهُرٍ بِثَوَانِي
قَد يَمرَضُونَ فَلا يَضِيقُ رَجَاؤهُم
بِالخَالقِ الوَهَابِ وَالمَنَانِ
يَتَخَاصَمُونَ لِلَحظَةٍ فِي لِعبِهِم
فَإِذَا هُمُ فِي بُرهَةٍ أَخَوَانِ
يَتَقَاسَمُونَ حَلاوَةَ الدُّنيَا كَمَا
تَتَقَاسَمُ الأَغصَانُ نَسْغَ حَنَانِ
هَذِي خِصَالٌ لِم تَجِدهَا مُطلَقاً
فِي غَيرِهِم مَعَ دَورَةِ الإِنسَانِ
مَن صَانَهَا مَعَ رَبِّهِ بَعدَ الصِّبَا
حَازَ المَكَانَةَ فِي حِمِى الرَّضوَانِ
لَكِنَّمَا الإنسَانُ يَنسَى أَنَّهُ
طِفلٌ بَدَا فِي رِحلةِ الإِيمَانِ
فَإِذَا الخِصَالُ جَمِيعُهَا أَو جُلُّهَا
أَضحَتْ ضَغَائِنَ مِن رُؤَى الشَّيطَانِ
يَا لَيتَنَا عِشنَا الحَيَاةَ بِطُولِهَا
عَيشَ الطُّفُولةِ دُونمَا حِرمَانِ
مَا أَجمَلَ الدُّنيَا إِذَا عِشنَا بِهَا
خُلْواً مِنَ الأَحقَادِ والأَضغَانِ
… …
*قالَ الحافظُ السيوطيُّ رحمَهُ اللهُ :
خَمسُ خِصَالٍ فِي الأَطفالِ لَو كَانتْ فِي الكبارِ مَعَ رَبِّهِم لأَصبَحُوا أَولياء.
بقلم …..شحة البهبهاني
Discussion about this post