يا وَجَعِي الأَخضَرَ
بقلم … ميشال سعادة
طِفلٌ يَلهُو بالأبجَدِيَّة
هَوَتكِ الرُّوحُ وَالحَوَاسُ تَجَمَّعَت
طَوَافًا حَولَكِ
كَمَا النَّحلُ عَلَى الزَّهَرِ
عَايَنتُكِ فَاشتَهَتكِ العَينُ
اشتِهاءَ الأَرضِ للمَطَرِ
فِي سَرِيرِ عَينَيكِ أَقَمتُ
طابَ لِيَ الهَوَى وَرَسَمتُ
عَلَى شَفَتَيكِ قُبلةً تِلوَ القُبَلِ
أَنهَلُ مِن عَطَايَاكِ
مِن شَذَا بَهَاكِ
عَلَى مَرأَى العِنَاقِ
وَمَبسِمِ الأَمَلِ
فِي عُرُوقِي تَطُوفِينَ
تُزهِرِينَ وَسِيمَةَ الوَجهِ نَادَيتُ
الحُرُوفَ رَجَوتُ
القَوَافِي تَسكُنُ ظِلَّ حِمَاكِ
ثُمَّ رُحتُ أَتَنَفَّسُ أَنفَاسَكِ الوَلهَى
مُطمَئِنَّ البَالِ
نَبضُكِ المُتَسَارِعُ
يَذُوبُ عَلَى امتِدَادِ يَدِي
وَاخضِرَارِ آمَالِي
وَثَغرُكِ المَلهُوفُ
هَذَا الأَحمَرُ المُشقُوقُ
وَردَةً خَضرَاءَ
يَشتَهِي فَمِي الشَّغُوفَ
عَطفًا عَلَيكِ ..
يَا قُرَّةَ العَينِ
مَا أَطيَبَهُ نِعمَـةً !
يَزِيدُني صَبَابَةً كُلَّمَا اقتَرَبتُ
وَرُمتُ وِصَالًا مَوصُولَ الحَبلِ
هَا أَنَا الآنَ
مَهَّدتُ طَرِيقِي
هَيَّأتُ عُبُورِي
لا شَكوَى تَعتَرِينِي
ولا مُحَالْ
يَلُفُّكِ آمَالٌ وَشالْ ..
يا وَجَعِي الأَخضَرَ
يَا زَهوَ عُيُونِي
هَل تَذكُرِينْ
مَلَاعِبَ الحَنِينْ
شَوقَ المَدَى
رَجعَ الصَّدَى
عُشبَ وَأَشوَاكَ السِّنِينْ
مَوَاكِبَ الأَنِينْ
وَعَذَابَ الإنتِظَارِ عَلَى الجَمرِ ؟
حِينَهَا –
وَمِنْ زَمَنٍ بَعيدٍ
قَرِيبٍ
تُقِيمِينَ فِي الزَّهرِ
فِي ضَوعِ العِطرِ
فِي تَلافِيفِ الغَابِ
فِي عُيُونِ السَّمَاءْ
خَبَّأتُ لكِ جَمِيعَ مَوَاعِيدِي
عَلَى امتِدَادِ أَلوَانِهَا
وَمَسَاحَـةِ ضِيَاهَا
سَرَّحتُ أَحلامِي
رَسَمتُ الآخَ وَالآهَ
عَلَى أغصَانِ تَنهِيدِي
عاهَدتُكِ نَبقَى
حَلَّ بِنَا سَعدٌ
أو شَقَاءْ ..
إقرَئِينِي
تَجِدِينَنِي بَينَ يَدَيكِ
زَهرًا يَفُوحُ كِتَابـةً خَضرَاءَ
يَا هِبَـةَ اللَّـهِ
يا قُبلَـةَ السَّمَاءِ
عَلَى ثَغرِ قَصِيدَه …
بقلم ….. ميشال سعادة
الخميس
14/6/2018
Discussion about this post