لست شرطياََ
بقلم ….محمد زينو شومان
لا شأن لي بثورة الأزياء والودائع المجمّدهْ
لست بجرّاح نطاسيّ ولا بسمكريّ
كي أشقّ أضلعَ المرضى
وأستأصلَ أدرانَ الهمومْ
لا تسألوني عن بقايا حصّتي من الجشعْ
وعن خواصّ نرجسيّتي المخضرمهْ
ألا ترون كم تخونني
فكلما شذّبتها عادت لتخضرّ كما الحشيشْ!
أهذه عجيبة يجهلها الكفّار والمؤرّخونْ؟!
لست مقاولاََ ولا مكترثاََ لفقد أرشيف الحنينْ
لا، لست شرطياََ أطارد الشجونَ المتمرّدهْ
بين الأزقة التي لم يستطع دخولها أحدْ
أتوق أحياناََ إلى تهشيم إبريق الندمْ
بلكمة من قبضتي،
أو ركلة من قدمي المجبّرهْ
ما كنت يوماََ طامعاََ في مغفرهْ
لم أعتذر عن نزوة أعجزني ترويضها..
أو معصيهْ
ولم أطأطئ هامتي أمس لدستور السأمْ
هذا المناخ السامّ ما عاد يطاقْ
هاتوا نياقَ اليأس كي نعقرها
أمام والي المنطقهْ!
أكاد أنسى ما هو الجنس وما جنسي وما جنسيّتي من قهوة النزقْ
تبّاََ! أمخمور أنا؟ أين ذراعي، ركبتي، أصابعي،
أنفي، يدي، أَنَفَتي، ذرّيتي المبدّدهْ؟
أهذه الحروب في غرفة نومي وأمام ناظريّ؟
من أسقط الشهيدَ عن ظهري ولوحةَ الجلاءْ؟!
أهذه الضوضاء في شوارع المغامرهْ؟
ماذا جرى؟
هل قُتِل النسيان غيلةََ على الرصيفْ؟
من عبثت يداه في معالم الجريمهْ؟!
لست أنا القاتل..
لم أفرض على بيروت أيّ جزية جديدهْ
لم أطلق النارَ على سفير إقليم القلقْ
أين أنا؟ ألا تزال أضلعي صالحةَ التربةِ
والمناخِ للزراعهْ؟
أم أنها تصحّرتْ
ولم يعد للشوق في روزنامة الشهور من مكانْ؟
استفسروا الحمامَ عن وجهته من بعدِ
إخلاء الصدورْ
وسائلوا الغيومَ ما لها تخلّفت عن القدومْ
أأيمنت أم أيسرت؟ أشرّقت أم غرّبت؟
ألم يعذّبها الضميرْ؟
ما زلت حائراََ كمثل ما خرجتُ فارغَ الكفّينِ
مطروداََ من الرحمْ
لأنني بحسب ما اتهمتُ مسؤول عن التحريضِ والشغبْ
من سوف يهديني إلى عتبة الحياةْ؟
أليس من إشارة ضوئية في داخلي
ترشدني إلى الطريقْ؟
لبنان _ زفتا في 2023/4/24
بقلم ….محمد زينو شومان
Discussion about this post