أكتب لي
أفين حمو
في حزنك الجليل
وسحنتك المتعبة
قبل أن تفكر في الفرار
لعزلتك المهيبة
لتفتت ضجيج ديمومتي
اكتب لي
في الصباح
من سريرك الخشبي المتهالك الحالم
كي يتسع لحلمك الأبوي
بترحيب ولهفة شفاه .. لأبتسامة
متحدثا عن أحوال الطقس
عن ألوان الفراش
عن جارك الخجول وزوجته غريبة الأطوار
إذ تغني على حطام القوارب
كطائر يبحث في الماء عن سمكة حية
عن الوقت وإغفائك في الحقل
لتتفاجىء بأحدث اكتشاف
ليديك المطويتين خلف ظهرك
وآلاف الرجال يحيطون بك
ومجدلية تهتف باسمك فتنتظر المعجزة
اكتب لي في المساء
قبل أن تشد ذيل وسادتك
أو بعد إغفاءة ونوم
وأنت تكش الذباب بسيف من ورق
اكتب لي
وأنت تكلم المصابيح المطفأة في الشوارع ليلاً
تكلم النجوم عن ولائها للقمر
وأنت تنظر لكأس نبيذك
مصغياً لتكات الساعة
وكأن العالم أوشك أن ينتهي
اكتب لي
في الشتاء ومساءاته المثلجة القصيرة
تغطي أصابعك بأكمام قميصك
وتكتب كلاماً أبيض اللون
أو في الخريف
حيث الريح تجهش باكية
بهواجسها المبهمة
وعينيك مطفأتين تحملهما برأس مرفوع
كي تجدني
أو في الربيع
وأنت تصغي في البرية
لألحان الأخاديد وغناء الزنابق
أو في الصيف
وأنت تقرأ الجريدة
متأملا ً الأشجار المثقلة بالهموم
أو حين تمسد صدرك بالزيت
بطريقتك الهادئة قبل أن تستلقي على الرمال
اكتب لي
حينما تكون متكوما كجنين تحت الغطاء
موقنا أن النوم غير آتٍ
والحشود تتدافع في ذاكرتك
مختلسة النظر لشعرك الرمادي
اكتب لي أرجوك
لنعصر الفصول نبيذاً في كؤوسنا
نترك الايام مفجوعة دون رجعة
نطوي الأحداث في أستهتار العالم بعمره القصير
لأهبك حبا غير مسبوق باتساعه
يضيء في طريقه لباب الخلود
أكتب لي
أفين حمو
Discussion about this post