بقلم الكاتبه الصحفيه د … أميرة إبراهيم
لا يوجد إنسان لم يشعر بالقلق في لحظة من اللحظات أو موقف من المواقف أو لم يصيبه الاكتئاب ويضيق صدره وغير ذلك من الأمراض النفسية ، لان تلك اللحظات والمشاعر طبيعية لكن ما يميّز المؤمن الحق أنه عندما يكونُ الله تعالى حاضراً في قلبه ونفسه وعقله فإن إصابته بتلك الأمراض لا تكون سهلة .. فإيمانه بأنه من توكل على الله فهو حسبه كفيل بتطهير قلبه من هموم الدنيا وتعبها ، ويجعله دائما مطمئن القلب ساكن النفس، يرى بنور بصيرته إن الدنيا دار امتحان وبلاء وأنها ممر لا مقر، وأنها ضيافة مؤقتة شرها زائل وخيرها زائل، وان الصابر فيها هو الكاسب، والشاكر هو الغالب وكلما زادت قوة الإيمان داخل النفس كلما كان التصدي لكل الأمراض النفسية أقوى .
ونحن يجب أن ندرك أن هناك مجموعة من العوامل التي تساعد في تجنب الإصابة بالأمراض النفسية وتحد من شدتها أهمها القرب من المولى عز وجل و الرضاء بقضائه وقدره . فالمؤمن لا يخشى مصائب الحياة ، فكل أمره خير .. يقول عليه الصلاة و السلام : ” عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له “. ويقول تعالى : ” وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون “. كذلك إحصاء نعم الله ، بدلا من أن إحصاء الهموم والمتاعب . يقول تعالى : ” وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها “. كذلك التفكير بايجابية وعمق في حل ما يواجهنا من مشاكل ، وعندما نتخذ قرارات للتغلب على تلك المشاكل ، نقدم على تنفيذها ونستعن بالله ولا نتردد ، ونتذكر قول رسول الله صلى الله عليه السلام : ” إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، ونعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعونا بشيء لم ينفعونا إلا بشيء قد كتبه الله لنا ، ولو اجتمعوا على أن يضرونا بشيء لن يضرونا إلا بشيء قد كتبه الله علينا .أيضا علينا أن ندع التفكير في الماضي ، فإنه لن يعود مهما حاولنا .. يقول الرسول عليه السلام : ” وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان “. علينا أن نعيش في حدود يومنا ولا نقلق على المستقبل ، ولا نخش الغد ، فأمره بيد المولى عز وجل…
مجرد فكرة
كن مطمئن القلب
بقلم : أميرة إبراهيم
amira_eb2020@yahoo.com
Discussion about this post