بقلم الشاعرة … فائزة سلطان
في وسط عتمةٍ هبطتْ عليّ
تخرجُ الحمامات البيض تحت وشاحي
تحيطني كائناتٌ شفافةٌ
تُوسّعُ دائرة الضوء حولي
أيتها الأدعية القادمة من حلق أمي
تشبّثي بي كي لا تبتلعك العتمة
مثلما ابتلعتْ نصفي
يشطرني الخط الفاصل بين العتمة والنور
نصفي يحترقُ ونصفي الآخر ينطفئ
وبين الإنتماء واللإنتماء
اقف أنا
في إنزلاق الروح نحو نقطة البداية
في دوران الذات حول الذات
في نبش الدواخل الدفينة
في البقاء في الحلقات المفرغة
في قبضة الأفكار التي تجتّر بعضها
في نداء النفس التي تحتضر
وعصيان القلب الذي لم يجد قاعه بعد
وهيجان الحب والكره في آنٍ واحد
وهروب الجسد إلى الفناء
والفناء إلى الجسد
كل ما حولي يدور ويدور ثم يدور
مثل سحبٍ ثقيلةٍ غير منتظمةٍ
تنتظر البرق
قبل الإنفكاك
قبل الخلاص
قبل السكون
تخرج الروح السكينة
تحضنني بقوة عاشقٍ صامت
ترفعني معها عالياً
نحو مصدر الضوء
والعتمةُ
العتمةُ الوحيدة
تنكمشُ على نفسها
مع اجزائي المتبقية
العاجزة عن التحليق
دائماً وابداً….
2016
بقلم الشاعرة …..فائزة سلطان
Discussion about this post