الشاعرة ريم القمري

تكتب …..منتصف الليل

ما الذي قد يدور في عقل امرأة ، قصت شعرها بعد انفصال عاطفي مفاجئ. تراها قررت فقط إحداث تغيير طفيف في شكلها، أو ربما أرادت استرجاع صورتها خالية من أي اضافات غرامية زائدة عن الحاجة.

أسوأ ما قد يحدث عادة لامرأة وحيدة هو توقف دورتها الشهرية دون سابق إنذار ، إنه أشبه بإلقاء النفس من علو شاهق دون أجنحة، حيث لا شيء في إنتظارها غير السقوط المدوي.

حين تغني امرأة و هي تغسل الصحون هذا يعني أنها أدركت أخيراً ، كم هي وحيدة جدا .

وحيدة بالقدر الكافي الذي يسمح لها بالقفز على السلم الموسيقي برشاقة غزالة.

أن تحبك إمرأة كثيرا معناها أنها قتلتك داخلها، التهمت أجزاءك كلها ثم قامت بإعادة خلقك من جديد ، لتلدك من قلبها، لو خذلتها ستسلمك عاريا للحياة تنهش لحمك.

لا تحدق مطولا في طلاء أظافر حبيبتك حين تقرر أن تودعها نهائيا ،حتى لا تضعف و تتراجع عن قرارك . لإنها عادة ما تخفي تحته كل الحب الذي تحمله لك داخلها.

منتصف الليل توقيت فارق في حياة كل إمرأة، و غالبا ما يمر الرجل سريعا للنوم دون ان يلاحظ اشتعال الحريق في الجسد قربه.

ماذا لو ضمها مطولا قبل أن ينام،

ماذا لو لم تخمد الريح النار في جسدها قبل أن تنام،

ربما حينها كان كل رجل سيعرف ما يدور في عقل إمرأة، قررت أن لا تحبه مجددا بعد منتصف الليل.

بقلم ….ريم القمري