بقلم الشاعر … سليمى السرايرى
أنت أيّها المكان،
ردد معي أغنية النهار
اتركني قبل أن تغمض عينيك، أغيب قليلا
عند المطر الذي يعرف جيّدا أين يختفي
هناك أمنح للماء فسحة لسكونكَ..
أشمّ الآن صوتا قادما من آخر وقتك..
شاعر يغنّي “قسما بسحر عيونك الخضر”
خفيف هذا الصباح أيّها المكان
تسلّل فجأة من شقوق الهدوء
في خفر يداعب تلك الجفون
هكذا أمنحُني قصيدة للمغنّي
أمنحني قبلة لا مرئيّة لأوتاره
لستُ أميرة فينيقية تركت قصرها للغزاة
ولست ملكة “تدمر” أقبلت على الموت ضاحكة
أنا آخر عرائس البحر، جاءت من عمق ٍ
كنت أجوب هناك زرقة
حدائق محصبة بالمرجان
أعصر نبيذا في صحائف أصداف تلمع
أقدّمه عشاء فاخرا للعصافير
أنت فقط أيّها المكان
تدرك كميّة الزبد بين أصابعي
تدرك ما حدث لفساتيني المتمرّدة
تلك التي تشمّست في آخر الشاطئ الحجريّ,,,
ها أنّي أتناسق الآن داخل لعنة الحب
تعلّمت كيف أسقط كريشة يمامة
على كفّ المغنّي…
يعزفني في تجاويف الليل ،
فأطير إلى بهجة الأنوثة
نغرق معا في اللحن
ونمضي إلى الجنون..
ا~~~~~~~~~ا
بقلم فراشة الشعر التونسي …. الشاعر سليمى السرايري
جزء من قصيدة المكان
Discussion about this post