بقلم دكتور … نبيل بكر
صفة الكرم من أهم صفات رسولنا صل الله عليه وسلم،وخاصة فى شهر رمضان،واخبرتنا بذلك ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت (كان رسوالله “ص”كان أجود من الريح المرسلة فى رمضان).
وأيضا فى غير رمضان لأنها صفة أصيلة فيه “ص”وكان يحض أصحابه عليها حتى يعم الخير بين المسلمين،ويرغبهم فى العطاء والإثار.
ومن كرمه “صلى الله عليه وسلم أعطى رجل غنم كانت بين جبلين،وقال هي لك لوجه الله.
ومن كرمه أيضاً بشاشة وجهه وتبسمه وسخائه
وعفوه عمن ظلمه،ورد السيئة بالحسنة
والنصح لكل إنسان بالخير الذي يصلح شأنه.
*والكرم ليس فقط العطاء من مال أو طعام،وإنما كرم الأخلاق مطلوب أيضا،وجبر الخواطر صلب الكرم،وإكرام الضيف،وإكرام ذي الشيبة،والطفل،والضعيف،والمرأة
فالكرم حده واسع وأجره أعظم فى الدنيا والآخرة
أما الدنيا حسن السيرة والثناء الحسن ومحبة الناس،ودعواتهم.
والآخرة يكرم الله عز وجل كل من أكرم عباده فى الدنيا بنفسه يوم القيامة يطعمه من يديه سبحانه،ويدخله الجنة،ويغفرله،ويعف عنه.
“وكان العرب من أهم صفاتهم فى الجاهلية الكرم فى كل شيء حتي فى خلافهم مع بعضهم البعض.
كانوا إذا استدان أحدهم وكثر عليه الدين يجمعون من بعضهم ويقضون دينه حتي لا يتعايرون به ويقال عنهم ضيعوا ضعيفهم وأهانوا فقيرهم.
وكانوا إذا أساء إليهم أحد وهو في ديارهم لا يقتصون منه حتي يرجع إلى أهله آمنا مطمئنا
ثم يطالبونه بالحق الذي عليه.
لأنه وهو عندهم ضعيف بغير أهله فيترك ثم يطالب وهو في أهله وبكامل قوته وعزوته .
ولما جاء الإسلام أقر هذه العادات وأكد عليها،وأقص عليكم صورة من أعظم صور الكرم فى التاريخ لحاتم الطائي.
اليكم هى.
(رجلاً سأل حاتماً الطائي( المعروف بالكرم والعطاء ) فقال يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم ؟
قال نعم غلام يتيم وذلك أنى نزلت بفنائه وكان له عشرة رؤؤس من الغنم فعمد إلى رأس فذبحه
وأصلح لحمه وقدمه لى وكان فيما قدم الدماغ..!
فقلت طيب والله فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً بعد رأس ويقدم الدماغ وأنا لا أعلم
فلما رجعت لأرحل نظرت حول بيته دماً عظيماً فإذا هو قد ذبح الغنم بأسرها
فقلت له لم فعلت ذلك ؟
قال يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه وأبخل عليك به إن ذلك لسبه على العرب قبيحة
فقيل يا حاتم فبماذا عوضته ؟
قال بثلثمائة ناقة حمراء وبخمسمائة رأس من الغنم
فقيل أنت أكرم منه قال هيهات بل هو والله أكرم لأنه جاد بكل ما ملك وأنا جدت بقليل من كثير .)
اللهم اجعلنا من اهل الكرم،ومن المكرمين فالدنيا و فالاخرة..
انتهي…
بقلم دكتور … نبيل بكر
Discussion about this post