بقلم … وديع أزمانو
……..
ماذا أكتبُ عن الأطلسيٍّ
وأنا كلّما جلستُ على صُخورهِ
نسيتُ نفسي ؟!
ماذا أقولُ عنهُ ، والكلماتُ تتبخَّرُ في رغوةِ الزَّبدِ ؟
زبدٌ أيّامنا ، زبدٌ أجسادنا
وللملحِ أن يتهجَّى جراحهُ
في فاتحةِ العبث
/
وحدهُ الأطلسيُّ الرَّجيمُ ، من استمعَ لمزاميري
وكنتُ على أطرافهِ
أصيخُ القلبَ في قواقعَ
وأتمزَّقُ مثلَ موجةٍ سافرةٍ ،
لأقرأ في جناحِ طائرٍ بحريٍّ
نبأ شاعرٍ قضى ؛ سكرانَ في وَلَهٍ أزرق
/
ما لها العاصفةُ ، لا تأتي
لتأخذني و قنينةِ النبيذِ
لتأخذَ بعيدا ،
هاجسي المريرَ
من موتٍ بليدٍ على السَّرير
أيتها العاصفةُ ، أقبلي الآن
وامنحيني شرفا يليقُ
/
أيها الماءُ الذي يسوِّرُ بلادي
من مشرقِ الشمسِ إلى مغربها
ترفَّق قليلا ؛ واغسِل وجهَ البِلاد !
/
الأطلسيُّ بلا عُمقٍ
ها هو الآن يقيمُ في سطحي
ويحدِّثني عن أباطيلِ اللُّغةِ و الشُّعوب
/
من لهُ أن يحيطَ بكَ
غيرُ قنينةِ النَّبيذِ فارغةً ، تشربُ سِرَّك
/
من تراهُ يكتبُ عنكَ أيها الأطلسيُّ
من تُراهُ يحملُ الصَّخرةَ على كتفيهِ
يمضي إليكَ ، لتباركَ نزيفهُ
أنا أمضي إليكَ كلَّ عصرِ سَبْتٍ
وأعودُ بغرقٍ إضافيٍّ
أيُّها الأطلسيُّ ؛ تجبَّر
ريثما أدقُّ في الصخورِ صليبي
/
هو المحيطُ ؛ تجلسُ في رحابتهِ ساكنا كصخرةٍ ، تفتحُ فيهِ الصَّدرَ قبلَ أصدافِ القميصِ وقبلَ نافذةِ الغُرفةِ ، أنتَ الآن طليقٌ ككلبٍ سائبٍ كحقلٍ مفتوحٍ للمسرَّاتِ ولذراعكَ أن تهشَّ على الموج .
موجٌ يهبُّ من عينِ الوالدةِ ، موجٌ آخرُ تقترفهُ الحبيبةُ ، وليس لكَ من لسانٍ صخريٍّ مُضافٍ ؛ كي تجتنبَ الكلام ، ليس لكَ شراعٌ يكفي و قد هشَّمكَ الضَّعفُ ،
قبلَ العاصفةْ
أيهذا المحيطُ ؛ تلقَّف جُنوني
ولا تكنْ كالحكايةِ ،
تفاحةَ عشقٍ ناشفةْ
…………
بقلم …..وديع أزمانو ….المغرب
Discussion about this post