•حبّ
بقلم الشاعر … عبود الجابرى
ماذا لو قلت لكِ إنّي أحبُّكِ
في اللحظةِ التي لا يحضرُ فيها الحبّ؟
لحظةَ يعصفُ الجفن اليابسُ
بدمعةٍ تتوسَّلهُ كي تنزل
أو عندما أتخيّلكِ باكيةً عندَ جثّتي
لحظةَ يكونُ الشارعُ مليئاً بالغائبين
بينما أحاولُ بمشقّةٍ
أنْ اقفزَ على أسمائِهم في الأرصفة
في طريقِ العودةِ إلى نفسي
وحدَها صفرةُ وجهي
كانتْ كفيلةً بانتمائي العميق
إلى بهجةِ النحاس
منذ حدّثني الله عن رجلٍ
باعَ كلَّ شيءٍ في بيته
لكنَّه احتفظ مرغماً بأولادِه
وأواني الطبخ
والصحون
انتظاراً لفكرةٍ قادمة
غيرَ أنَّ الفكرة لم تأتِ
فباعَ أواني الطبخِ
والصحونَ
عسى أن يكبرَ أولاده
لكنَّ أولاده لم يكبروا في قلبِه
وعزَّ عليهِ أن يبيعهم
فاجتهدَ عميقاً في اللغة
كي يجد تسميةً أخرى للجوع
أكثر تهذيباً
وأقلَّ صخباً
كلّ هذا التاريخ الملوّثِ بالحكايات
ومازلتُ ماثلاً أمامكِ
كمصباحٍ هرمٍ
لم يعلّقْني أحدٌ في زقاقٍ معتم
آنَ لي أن أخبركِ بذلك
كي تندمي
لأنّكِ ملأتِني بالمصابيح
فصرتِ تشعلينني نهاراً
وتنكّسين ضوئي ليلاً
ثمّ تنامينَ عميقاً في وحشتي
مثل شمسٍ مرهقةٍ
تؤنّثُ فراشَ أبٍ غائب
بقلم الشاعر ….عبود الجابري
عمّان
Discussion about this post