عز الدين الهمامي …
يَا أمَّةَ القُرآنِ جَفّت عُيُونِي واحمَرّتِ الدّمُوع
المَآسي أحزَنَت أحرُفِي وَحَيَاتِي مِدادٌ لِقَلمِي وَذَاتِي
فَعِندَمَا يُزهِرُ الهَشِيم يَبتَدِئُ مَوسِمُ اعتِرَافَاتِي
فِي البَحثِ عَنّي عَن لغَتِي عَن مَنبَتِي عَن بَسَمَاتِي
قِصَّتِي مِنْ دمِ الصّخرِ أنسُجُهَا هِي كُل حِكَايَاتِي
قَسَمًا مَا بَعدَ رُجُوعِي أتَخِذُ النَّار مَهدًا لِاستِغَاثاتِي
***
هَوَاكَ يَا وَطنِي دُنيَايَ ضِرَامُ مَدَامِعِي وَشُجُونِي
أنَا البَائِسُ الذِي يَحرِقُ نَفسَهُ لِيَحيَا فِي وَطنِي الإنسَان
حَمِلتُ قلمِي جَرّدتُهُ سُيُوفًا لِيَعلمَ الطّاغُونَ ثِقلُ المِيزَان
فَمِن قَلبِ الأُمَّةِ أنسُجُهُ قصِيدًا يُحَوّلُ الصَّخرَ ألحَان
وَلطالمَا أشعَلتُ شِعرِي وَالقوَافِي شُعلتًا عَبِيرُهَا الإِيمَان
أيَا أمّتِي عَصَرتُ لكُم مِنّي وَمِن رُوحِي لأهْلِي قُربَان
قلمِي سُيُوفٌ لِلطّاغِينَ قوَاطِعُ وَلِأمّتِي عَدلٌ وَمِيزَان
***
أنَادِيكِ أيَا مَكّةَ العُرُوبَة أختُكِ القدسُ تَنهَشهَا الغِربَان
فَحُكامُ أمّتنَا بالمَشرِقِ وَحتى المَغرِب لفّهُمُوا النّسيَان
قَسَمًا نِدَاءَاتُ الثكلى أصَمَّت مِنهُمُ القلوبَ قَبلَ الآذان
وَبُكاءُ أطفَال غَزّة زِلزَالٌ تَحتَ أقدَامِهِم يَهُد َالجُدُرَان
***
عَفوَكِ بَغدَاد أيَا قمَرًا خَانَهُ الأهلُ وَالمُترَفُونَ
اليَومَ نُحصُد مَا صَنَعُوا نَشِيجًا بَينَ الضُلوع
قَلقٌ وحَنِين لِتَسحَبُنِي سَحَابَة غُرْبَتِي ورُجُوعِي
أَقَمنَا بِهَذَا الحَالِ حتى أضَرَّ بِالأَهلِ وَذِي القُربَى
***
عُذرًا سُورِيّة أروَاحُنَا تَعِبَت مِن هَمٍّ أضْنَانَا
أيَا دَكَاتِرَةَ الأزمَان رِفقًا فأهلِنَا بشَامِ اليَاسمِين
مِن رُكَامِ الأرضِ يُسَاهِمُوا حُبًا فِي بَحرِ الألحَان
وَاليَمَنُ بِعَبَثِيةٍ مَجْدُهُ صُبحًا وعِندَ المَسَاءِ يُهَان
***
حَدثِيهِم يَا أمَّتًا تَعَوَدتُ مِنهَا صِدقَ كَلامِ الإنسَان
حَدثِيهُم عَن جُرحِ وَطَنٍ فِيه مُقدسَاتُ أمّةٍ تُنتَهَكُ
حَدثِيهم عَن صُومَالَ عَن لِيبِية وعَنِ السُّودَان
عَن ألمِي عَن قَضِيّتِي عَن طِفلٍ أمَامَكُم يُستَشهَدُ
عَن مَلامِحِ بَطلٍ كَتبَ لا تَرَاجُعَ ويَعْلمُ حُكمًهُ مُؤبَّدٌ
حَدّثِيهم كَيفَ صَارَ الحِبرُ دَمًا وَلا يَسَعُهُ مًجَلدٌ
***
أيَا إِخوَةَ الحَرفِ مَوتَى غَيرُ مَقبُورِينَ نَحنُ
أهدَرَت نَا الأيَّامُ وعَلى جِسرِ الأسَى تَشرّدنَا
أثقلتْ رُوحِي كَلِمَاتِي وَأجْهَدَنِي البَحثُ عَن بَلدِي
أَلا أيّهَا الحُزنُ خذني إلى بَلدِي عَلنِي أسْتَرِدُّ وُجُودِي
خَضرَاءُ بَلدَ الجُوعِ تَظلِينَ مَطمُورًا رغم نَهَشَ الذِئابْ
فَقدْ تَفقِدُ الأشجَارُ أوْرَاقَهَا شِتَاءًا ثمَّ تَزدَادُ اخضِرَارًا
قُلنَا حُرَّةٌ لَا تَستَحِقُّ وَلسَوفَ تُشرِقُ شَمسُهَا إن غَرُبُوا
***
أيَا أمَّتِي هَذا كِتَابِي طوَيتُ فِيهِ كُل شُجُونِي
أيَا أمَّتِي قد بَاتَ حُبّكِ فِي الخَلايَا رَغمَ أنِينِي
أيَا أمّتِي أنَا الذِي يُمْسِي ويُصْبحُ شادِيًاً أنتِ عِزوَتِي
أيَا أمَّتِي رَعَاكِ الله يَا مَصدَرَ إْلهَامِي ويَا فَرطَ حَنِينِي
أيَا أمَّتِي إذَا قَتَلنِي الحُبُ فَإنّنِي قَتِيلكِ طَوعًا أيَا فِتنَتِي
***
عزالدين الهمامي
بوكريم / تونس
31/03/2023
Discussion about this post