بقلم … محمد مثقال الخضور
أَنا كلما نَسِيَ الـمكانُ ملامـحي
أَصبحتُ وَقْـفاً
في الفراغِ
كأَنَّني لونُ الـهواءِ
فلا يـَحِسُّ بلهفتي
إِلا جناحُ فراشةٍ فوقَ الزهورِ
ولا يـَحِسُّ بنكهتي
إِلا الشعابُ العابراتُ
إِلى الرئاتِ الـحالـمةْ
أَنا مُتخَمٌ باللامكانِ
كَــ إِبرةٍ
سقطتْ على ثوبِ القماشِ
بظهرها ، وبدونِ خيطٍ
فانتهتْ
بين الثقوبِ تُراقبُ الفتقَ الكبيرَ
خجولةً
كَــ لـهاثِ لـحنٍ لـم يـجدْ قيثارةً
يأْوي إِليها كلَّ يومٍ
بعد موت العازفةْ
كَــ مدينةٍ أَيقظْـتُـها
لأَعيشَ فيها ساعةً
فَــ تـهرَّبَتْ مني الشوارعُ
واكتشفتُ بأَنَّني أَيقظـتُـني
ووجدتُ فيَّ مدينةً
ستعيشني في سرها
فَــ بقيتُ في نفسِ الزمانِ
بلا مكانٍ
يـحتوي الأَحداثَ حولي
قامتي مغبونةٌ بظلالـها
تـمشي عليَّ حكايةٌ
فَــ تقولني
ويقودُني وهم الوقوفِ
على الـمكانِ
إِلى الطلول البائسةْ
سأَقول لي إِن عاد صوتي مُرغمًا :
هذا الصدى
يعني بأَنك واقفٌ
في حفرةٍ قرب الـمكان الـمختفي
وأَقول لي :
هذي الطريق مـملةٌ
نـحو الرياحِ
ولا وصولَ
فَــ كنْ وميضًا صاعقًا
حتى تفاوض – بالتكافؤ – عتمتَكْ
أَنت الذي سكنَ الزمانَ
فَــ لنْ ترى إِلا السماءَ
على الطريقِ
ولنْ
تراكَ
الأَمكنةْ
ا= = = = = = = = = = = =
بقلم ….محمد مثقال الخضور
Discussion about this post