بقلم الأديب … حافظ محفوظ
تَرْقُصُ بَائِعَةُ الأَلْعَابِ عَلَى جَنَبَاتِ رَصِيفٍ،
تَعْرِضُ سِلْعَتَهَا وتُغَنّي:
” لاَ تَحْزَنْ…
عِنْدِي أَلْعَابٌ مِنْ قُطْنٍ تُسْعِدُ قَلْبَكَ.
عِنْدِي أَلْعَابٌ مِنْ خَشَبٍ تُحْيِي رُوحَكَ
عِنْدِي أَلْعَابٌ منْ أَعْوَادِ الكِبْرِيتِ تُدَفِّئُ جِلْدَكَ
عِنْدِي أَلْعابٌ مِنْ أَوْراقِ التُّوتِ لتَسْتُرَ عُرْيَكَ
عنْدِي أَلْعَابٌ مِنْ قَصَبٍ تَعْزِفُ لَكَ أَنْغَامًا فِي لَيْلِكَ
هَذي تَتَكَلَّمُ كَالأطْفالِ إِذَا غَضِبُوا
هَذِي تُوقِظُكَ فِي الفَجْرِ
وهَذِي تَرْسُمُ في لَوْحَتِهَا مَا تَرْغَبُ”.
كَانَ النَّاسُ يَمُرُّونَ ويّبْتَسِمُونَ
ولاَ يَقْتَرِبُونَ
فيمَا بَائِعَةُ الأَلْعَابِ تُنَادِيهُمْ
أَوْ تَجْلِسُ بَيْنَ اللُّعَبِ المَرْمِيَّةِ
فوْقَ رَصِيفٍ يَرْقُصُ حِينًا،
يَقْفِزُ حِينًا، ويُغَنِّي حِينًا
وحِينَا يَسْمَعُ دَقَّ طُبُولٍ فِي آخِرِهِ
أَحْيَانًا يَلْمِسُ رَسْمًا
يَطْلَعُ بَيْنَ الجُدْرَانِ ويُلاَعِبُهُ…
بقلم الأديب … حافظ محفوظ
Discussion about this post