بقلم الشاعر محمد مثقال الخضور …
هي الأَوجاعُ
تلقاها مصادفةً
كآنيةٍ لأَوقاتٍ
ستعبرُ في سـماءِ العمرِ
مثل سحابةٍ ثكلى
كأَسـمدةٍ بلا طعمٍ
على صحراءَ قاحلةٍ
فلا مائي يُذوِّبُـها
ولا أَشتالَ تَشربُـها
هي الأَوجاعُ
تلقاها على سوطٍ
تُـقطِّـعُهُ ظهورُ الـخيلِ
إِن جَـمَحتْ على الـخيَّالِ غاضبةً
وفي ساقٍ لسنبلةٍ
تأَخَّرَ موعدُ الـحصَّادِ
فاستعَرَتْ بظهرِ الساقِ آلامٌ
وظلَّ هناكَ منتظراً مع الآهاتِ
حتى صارَ مَـحنيًّا
هي الأَوجاعُ
في أَسرارِ نافذةٍ
إِذا أَنَّتْ طوالَ الليلِ
قُربَ جَليسِها الـمكلومِ
تنتظر ابتسامتَهُ
وفي حطبٍ يُـقَدِّمُ عمرَهُ للدفءِ
كي يـحمي يدَ الـحطَّابِ
أَو
ليسُنَّ قَدُّوما
سيقطعُ أُختَهُ الشجرةْ
هي الأَوجاعُ
في ريحٍ تُـقيِّدُها مضائقُها
فتَعوي مثل مـجروحٍ
يفكُّ الأَسر مدميًّا
ومنتصراً على الـجدرانِ والوادي
هي الأَوجاعُ
تُشبهُني
إِذا ما حطَّني بـحرٌ
على شطآنهِ يوماً
كصخرٍ صامتٍ أَبداً
أَصدُّ الـموجَ
كي لا تغرقَ الأَملاحُ في ظهري
فأَنساني
وتأْكلني من الدنيا طحالبُها
وتنساني
أَنا الأَوجاعُ
أَحـملها على تـختي
أُهدهِدُها
كطفلٍ تائهٍ أَلقتْ به الدنيا
على كتفي
أُسكِّـنُها بصمتِ العاشقِ الـمحرومِ
في صدري كــ لاجئةٍ
وتغفو غيرَ خائفةٍ
أُغافِلُها
لأَكتبَها بلا لونٍ
وأَتركَها
على الدفترْ
ا= = = = = = = = = = = =
بقلم الشاعر محمد مثقال الخضور
Discussion about this post