تونس الشِّعر و الأدب
الشاعر التونسى الحبيب المبروك الزيطاري . .
يا تونسَ الشِّعرِ كم أمتعتنا ادبَا
واحاتِ نخلٍ و عِذقٍ أغدق الرُّطَبَا
إني مَدحتُ و ما أنصفتُ مَن تَركوا
مِن شِعرِهم ما تحدَّى العُجمَ و العَرَبَا
فالحِبرُ يُدفَقُ و الأقلامُ نابضة
كالبحر يَدفَع بالأمواجِ ما تعبَا
أمواجَ ابداعِكِ المرموقِ مَلحَمَة
تَعلو و ترسُو فتُلقي الدرَّ و الذَّهبَا
و الكُلُّ مُنْبهرٌ مِن حُسن ما نقشتْ
أيدي الفطاحِلِ مِن أشعارهم عَجَبَا
يا ويح قلبي كَمِ الأبيات تُثملني
كالكأس تُسكِرُ مَن قد ذاق أو شَرِبَا
تُتلى فتُفحِمُ مَن يَرجو يَعارِضُهَا
مَن ذا يُعارض هَطلَ الغَيثِ إن سَكَبَا
مهما يُحاولُ لا يَرقي لقمٌَتهِ
فالأصلُ يفحِمُ مَن في القعر قد رَسَبَ
ياموطِنا مَلَك التَّعبيرَ مِن قِدمٍ
مِنهُ المحابرُ قد غاضَتْ بما كَتَبَ
بلقاسِمُ العَلمُ المشهورُ يُرسِلُها
مِن شِعرهِ مُثُل تَستلهِمُ النُّخبَا
بن صالحُ و دواينٌ له نُشِرتْ
قد خلَّدت باسمهِ التّاريخ و الحِقبَ
وجعفرُ الماجِدُ الرَّاقي ببَصمَتِهِ
ما زال مَنبعهُ الرَّقراقُ ما نَضَبَا
صمَّودُ بسَّط ما جاء الخليلُ بهِ
في عِلمه لخَّص الأوزان و اقتضَبَ
وغيرُهم مِن ذوي الأقلام سامِقة
مَن ارسلوا الحرفَ في الٱفاق فانتَصَبَا
هم في الأعالي و ما التَّكريم أنصَفهم
و الغيرُ يَكْرم مهما احتال أو لعِبَ
و رائدُ القول لا يُلقى لقولَته
ألا الفُتاتَ و إن زادوا فكم لقبَا
غَضبى حُروفي فما بالظُّلم قد رضِيَتْ
على الذي زيَّفَ الألقاب و الرَّتُبَا
لكنَّني رَغمَ هذا الضَّيم مُلتمِسٌ
مَستقبلا فاضلا نَجلو به الحُجُبَا
الشاعر التونسي
الحبيب المبروك الزيطاري
قصيدتي التى القيتها بمناسبة اليوم العالمي للشعر
Discussion about this post