وتر الكلام… تراب هجين…!
بقلم الشاعرة والكاتبة …. سعاد زاهر
حبل سري تنوء بحمله الجبال
إنها جسر الحياة
اللون وريشة الفنان
موسيقا تستعذب الألحان
اختمار الحلم والبنيان
حين اهتزت الأرض
نظرات الأمهات أوقفت التصدعات
أزاحت السقوف المنهارة
طمرت أوجاع الأبناء
همهم حماية العائلات
كل الكاميرات باعدت بين الأم والأبناء
وكأنه اعتيادي أن تتحمل الأوجاع
ولكن هذه المرة
حين زلزلت الأرض
حين أتخمت بمن عليها
وهاج كل ما فيها
لم يبق للنكبات سوى
صوت الأمهات
تكاثرت اللقاءات
وحدها جنى أفصحت.. جسد أمها أحياها مرتين
حين ارتمت فوقها بينما صراخ الأرض يعلو
وحين ارتوى لباسها بماء المطر
ارتشفته لتروي العطش
لن يهدأ طالما هي حية
خرجت من تحت الأنقاض
وحيدة تحمل وجع السنين
لا شيء تحتمي به
ولا حتى وعد أو ذكرى
ولا أي يقين
نحن المشاهدين نتبلع الأنين
وأعيننا تنزاح نحو العائدين
تحت الركام كانوا مدفونين
هاجمهم الحنين
ودعوا العويل
وانقراض الزمن المبين
وهامت وجوههم أياما
شطر كل معين
ففاجأهم القدر بأمهات
لا يعرفن أي لين
حين يتعلق الأمر بأبناء
استعدوا لإعطائهم
كل قطرات الحنين
حتى لو كان ثمنها
إخماد أنفاسهن
كل العائدات من تراب هجين
زرن أمهاتهن يحملن بأيديهن
زهوراً وردية تصدح بنغمات أبدية
على وقعها يستمر الحنين
مغلفا بكل يقين
أن من نهض بهمة لا تلين
ستعيش أمهاتهم في أرواحهم
إلى أبد الآبدين
العدد 1137 – 21/3/2023
Discussion about this post