وطفلٌ صغير
بقلم الشاعرة حسناء سليمان …
وطفلٌ صغير وقعَ بين أيدي المغتصبين
ثيابُه من نفناف الثّلج
معطَّرٌ بالبخور
مزنَّرٌ بالزّهور
ومغتصِبٌ كبير نَهِمٌ خطير
بسطَ يديه إليه … والطّفل فاقد والديه
أبوه مكانُه فارغ، وأمٌّ أسيرة القيود
في مجتمعٍ يستضعفُ المرأة
اخترعوا لها مقاييس وبعضَ حدود
فقط يهلّلون لبطنها عندما يصرخُ المولود
وطفلٌ صغير وعيونُ مغتصبٍ كبير
نزعَ عنه ثيابَ النّفنان فارتجف
وبقيَ البخور يعبقُ للسّماء كي ترأفَ
سال ريقُ الغول والطّفل يصرخ
وأمّه اعتقلتها التّقاليد، لا حقوق
أصابعُها واهنة ، صوتُها مخنوق
ومَن يحميكَ يا طفلًا مقهورا …
والكونُ ظالمٌ وعقوق؟…
الغولُ متربّصٌ بك من زمان
بسطَ يديه، يُكبّلُكَ
يقضمُ شفاهَك يُهشّم وجهَك
سالت دماؤك …أمُّك وأنت ترتجفان
ألا يوجد في هذه الأرض أذنان تسمعان؟
تناثرْتَ أشلاءً وما بقيَ إلّا قلبُكَ الحزين
ولن تستكين ، قلبك نابضٌ مدى السّنين
يا طفلي الصّغير الغالي ، أصرُخُ
حروفي ترتعدُ، تَرعدُ ، تَبرقُ ولا تلين
ولن تلين يا طفلي الغالي
يا وطني … يا عشقي الأبديّ
ولو رحلتُ من دنيا مبتورٌ فيها العدْلُ
ستبقى روحي ترفرف في سمائك
حمامةُ السّلام ،أنا، يا وطني …
كلّما رفرفَتْ حمامةٌ بيضاء في سمائكَ
أكون ،أنا، جناحيها وريشاتِ خلودِكَ يا وطني !…
لأنَّ ريشاتِ خلودِكَ وجمالِكَ ،من خالقِكَ ، يا وطني!…
بقلم الشاعرة حسناء سليمان ٢٠٢٣/٣/٢
Discussion about this post