وها قد أتت أعظم أيام الله وخير الشهور عنده سبحانه وتعالى ، ها قد أتى شهر رمضان شهر الخير والبركه والتقرب إلى الله ، شهر إعادة الحسابات مع الله ومع أنفسنا ومع الناس ، يمكن يكون آخر رمضان لينا فى الدنيا .
رمضان شهر الصوم والصيام معا ، فمعروف أن الصيام هو الإمتناع عن الطعام والشراب وجميع المفطرات من آذان الفجر وحتى آذان المغرب . ولكن الصوم هو الإمتناع عن القيل والقال والغيبه والنميمه والخوض فى الأعراض ،
قال الله تعالى مخاطبا السيده مريم
فإما ترين من البشر أحدا فقولى إنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ) يعنى ربنا أمرها بالصمت وعدم الكلام ..صوم روحانى وهو الأهم ، وقال سبحانه أيضا (يأيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه أن يدع طعامه وشرابه)
يعنى حكمة ربنا من صيام شهر رمضان هى التقوى وتطهير الروح وإستعادة نشاطها ، وأمر بالصيام لأن الإمتناع عن الطعام والشراب بيرفع معدل الروحانيات عند الإنسان ، لأن الجسم والروح متعادلين فلما نوقف غذاء البدن بينزل مستواه ويعلى مستوى الروح ، وبتترفع أكتر مع صلاة التراويح ، يعنى الروح هى الهدف الأول ، لأننا مع الأسف جعلنا من رمضان مائده لا أكثر وغذاء للجسد ونسينا الروح ،
الصوم فرصه سنويه لنعود بالقلب والروح إلى الله وإلى القرآن الذى هو روح أيضا ونزل به روح آمين (جبريل)
الصوم رحله مقدسه نرتفع ونترفع بها عن سفاهات الخلق ومكدرات الحياه مهما زادت ،
الصوم منحه إلهيه وهبها الله لعباده وهو غنى عنهم ليُخرج أجمل مافيهم من دعاء وتضرع وتذلل وخشوع إليه سبحانه ،
قال سبحانه وتعالى فى حديث قدسي (كل عمل إبن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به )
ومن عظيم عطائه أن زادهم منحه أكبر وأعظم الأ وهى ليله القدر ،
تلك الليله التى تتغيرفيها الأقدار وتُمحى فيها الذنوب ، رزقنا الله وإياكم إياها ،
فهيا بنا نرحب بمنحة الله لنا وتلك الهبات السماويه العظيمه ، ألا لربكم فى أيامكم لنفحات ألا فتعرضوا لها ،
فأغتنموا أحبتى تلك الأيام المعدودات إغتنموا نفحات الرحمه والمغفره والعتق من النار وأستعيدوا فيها نقاء أرواحكم ونفوسكم ،
عودوا إلى الله بقلب جديد مليء بالتسبيح والإستغفار والإنابه والندم ،
عودوا إلى أنفسكم بقلب
خالى من الحقد والغل والحسد والكراهية ،
عودوا إلى كتاب الله الذى فيه خيري الدنيا والاخره ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الأخره فعليه بالقرآن ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن )
عودوا إلى الناس بحب وتسامح وصفاء ، ونيه سليمه وقلب سليم ، عودوا بالصدقات ولاتدعوا للشيطان مجال أن ينهاكم عنها ، ويتوعدكم بالفقر ولكن ثقوا فى وعد الله
(من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيره )
وأحذروا كل الحذر من لصوص رمضان ،
(التليفزيون ، والاسواق ، والسهر ، والمطبخ ، والهاتف ، والبخل ، والمجالس التى لايذكر فيها الله ، والنوم عن الصلوات ، والتواصل الإجتماعي ) بعتذر لانه لامجال لشرح كل عنصر على حده ،
وتذكروا أننا راحلون فى أى لحظه وأنها دنيا لاتساوى عند الله جناح بعوضه ،
فطوبي لمن أدرك أنها رحله قصيره وعاش فيها غريب وأتى الله بقلب سليم ،
وكل عام وحضراتكم جميعاً والأمه الإسلاميه بألف خير وصحه وسعاده ولاتنسونى من صالح دعائكم ،
ورمضان كريم ،
Discussion about this post