أصلها وحكايتها | ” نجمة إبراهيم ” صاحب أشهر «إفيه» قطيعة محدش بياكلها بالساهل
كتب-اسامة خليل
استطاع الفنانة المصرية الراحة “نجمة إبراهيم” بملامحها الحادة ، ونبرة صوتها القوية، وقدرتها على التقمص، أن تسجل رقما قياسيا في أدوار الشر خلال العصر الكلاسيكي للسينما المصرية ، وساعدها فى ذلك ملامح وجهها التى اتسمت بالصلابة والغلظة، مما جعل لها النصيب الأكبر فى أداء أدوار الشر بكل ببراعة وبساطة.
ولدت نجمة إبراهيم فى 25 فبراير عام 1914 بالقاهرة ، لأسرة يهودية مصرية ، ولم تكمل تعليمها فى مدرسة الليسية وأتجهت للفن وهى فى سن صغيرة .
أشتهرت بدورها الوطنى وموقفها البطولى مع مصر رغم ديانتها اليهودية، ورفضت ترك مصر والهجرة الى إسرائيل مع عائلتها، أنها بولينى أوديون أو نجمة إبراهيم كما عرفها الجمهور .
عملت فى بداية حياتها الفنية كمغنيه وراقصة فى الفرق المسرحية ، وكانت تتمتع بصوت قوى وأحساس عال كما وصفها الكثيرون وقتها ..
ظلت نجمة إبراهيم تغنى المونولوجات فى المسارح لفترة طويلة ، ومع بداية الأزمة الأقتصادية فى ثلاثينيات القرن الماضى اضطرت الى ترك الفن نظرا لتداعيات الأزمة الأقتصادية على الفن فى ذلك الوقت ..
خلال تلك الفترة عملت كصحفية فى مجلة اللطائف المصورة ، والتى كان يديرها وقتها “أسكندر مكاريوس” وهناك لعبت الصدفة دورا كبيرا فى حياتها مما كان له الأثر الكبير عليها بعد ذلك ..
خلال عملها كصحفية فى مجلة اللطائف المصورة تعرفت على زميل لها “مسلم” ونشأت بينهما قصة عاطفية ، وعرض عليها الزواج ، ولكنه أشترط عليها ان تدخل الدين الأسلامى وتترك اليهودية ..
وبالفعل أعتنقت نجمة إبراهيم الدين الأسلامى فى عام 1932، وكان عمرها وقتها ثمانية عشر عاما، الا انها أنفصلت عن حبيبها بعد ذلك ولم يتم الزواج بينهما ..
لم تترك نجمة إبراهيم الدين الأسلامى بعد انهاء تلك العلاقة، بل على العكس تمسكت بالدين الأسلامى وداومت على حفظ القران الكريم ، كما حرصت على أقامة ندوات أسبوعية للحديث عن أمور الدين وقواعده، للدرجة التى جعلت البعض يطلق عليها “المتصوفة” ..
فى الأربعينيات من القرن الماضى عادت نجمة إبراهيم للعمل بالفن ، وأشتهرت بأدوار الشر التى برعت فيها بشكل كبير لم يسبقها اليه أحد من قبل من الفنانين ، وإن كانت حقيقتها على عكس ذلك تماما ، حيث كان معروف عنها رقتها الشديدة ، لدرجة أنها كانت تمتنع عن حضور أفلامها التى تجسد فيها أدوار الشر ..
تزوجت لمدة تسعة سنوات من ملقن للنصوص يدعى عبد الحميد حمدى، ثم أنفصلا بعد ذلك ، ثم تزوجت مرة أخرى من الممثل والملحن عباس يونس، وكونا معا فرقة مسرحية ..
فى الوقت الذى كانت فيه شقيقتها الفنانة “راقية إبراهيم” تعمل جاسوسة لصالح اسرائيل وضد مصر، كانت نجمة إبراهيم تخصص أيراد مسرحياتها لصالح تسليح الجيش المصرى ، أضافة الي رفضها ترك مصر والهجرة مع عائلتها الى اسرائيل ..
كرمتها الدولة عام 1964 ومنحتها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ومنحها السادات وسام الأستحقاق، بالإضافة إلى معاش استثنائي تقديرًا لعطائها الفني ووطنيتها النادرة ..
عانت فى أواخر حياتها من ضعف شديد فى البصر ، الا ان ذلك لم يمنعها من أن تؤدى أدوارها بعد ان يلقنهم لها زوجها، فقد كان لزوجها دورًا كبيرًا في حياتها حيث ظل بجانبها حتى في أصعب لحظات حياتها، حين عانت من ضعف شديد في البصر، فكان يذهب معها إلى البروفات المسرحية، و يقرأ لها السيناريو والدور الذي تؤديه حتى تستطيع حفظه ..
مع استمرار ضعف بصرها الذي حال بينها وبين أعمالها الفنية، قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علاجها على نفقة الدولة في 22 مارس 1965 بإسبانيا، وعادت بالفعل بعد ذلك مبصرة .
رغم أنها احتفظت ببصرها واستطاعت العودة للعمل الفني، إلا أنها ذلك لم يكتمل لأنها عانت من أمراض أخرى ومنها إصابتها بالشلل مما اضطرت إلى الاعتزال نهائيًا والاختفاء عن الأضواء، لمدة 13 عامًا حتى رحلت عنا فى 4 يونيو 1976 ..
Discussion about this post