رضا عفيفي السيد…
يكتب ….. بين الظلام والنور
فوق كرسي أبيض اللون وأمامي بحر يعكس زرقة السماء .. أرى ما هو كامن تحتها من رمال وأسماك صغيرة ذات ألوان متعددة نادرة . كان هذا ضمن حلم الشعور بالحب. الإحساس أنني قادر على التنفس من خلال حواء لها مواصفات حواء. لا التي تقف ببن كونها امرأة وخديعة أنها رجل
ياله من عذاب صهر ذاتي . فلم أجد غير ساعة
لها أجنحة ملائكية ترافقني أثناء الأحلام. حيث أشعر معها بفراق غول الصمت والملل
واجمل ما حدث لي هو حينما التقيت بك
إنه شعور الحصول على ما يكفي مدى الحياة من العشق، بعد جوع وعطش. وإنني حصلت على نسائم ربيعية دافئة.
وهاأنذا هنا وأنت معي ولا أدري كيف خرجت من ضبابية الحلم إلى صفاء الواقع.
أتدرين قبلك لا أنكر كتبت كثيرا وكثيرا جدا عن الحب . لكنها جميعا رأيتها كتابات ناقصة باهتة حتى وإن رأى قاري أعمالي إنها تصل حد الحقيقة لا الخيال .. وبين الثلج والنار . تاهت أشياء ومعاني عديدة . و كنت كلما كتبت أجد إن ما أكتبه بلا روح .. وأنسى كل الصور التي كتبت من خلالها .. وكأنها كانت محض سبب أن تخرج كتاباني فوق أوراقي المبللة بدموع روح عانت عقود من أنين مكبوت . حاصر قدراتها الموهبة لها على الوصول إلى المراتب المرجوة منها. وفي وصولها أن تصبح رمز أدبي يشار له بالبنان
من أجل هذا لم أجد فيها أو من خلالها ما كنت أبحث عنه .. وهكذا كانت تختفي تلك الصور الباهتة ولا يتبقى سوى أمنية وجودك .
وبين جدران أربع كل يوم أصبحت تشبه القبر ..عثرت عليك في لحظة فارقة من حياتي.. كنت قبلها قد فارقت الحياة إكلينيكيا.
ودون وعي مني، يوم وراء يوم أتأمل صورك . وأضع لكل منها عنوان يلخص مرحلة أراها قد مرت بك
حتى نشرت صورة اليقين التي تتماهى وصوت النداء بداخلي .تحدثت أنا وأنا عديد المرات . وقد كنت وأنا شديدي الاختلاف في أمور عدة.. ولم تتطابق رؤيتي ورؤيته إلا عليك.. حتى سار نبضي لا يسير سفين عمري إلا عندما أراك
ولكن كيف السبيل إلى مخاطبتك، وأنا رجل شديد الخجل والتردد . لا أملك جرأة معظم الرجال . ولذت بالصمت والكتابة إليك ما بين سطور
كنت أنت هذا السر الدفين الذي يحرك كل ما اكتب من حروف . لك قدسية عندي و مكانة وهيبة . هكذا بمرور الوقت امتزج حلم عشقي لك بكياني.
رغم إنك مجرد تصور كان كل يوم يزداد غموض داخلي . والأغرب في أمري معك هو، يقين روحي من وجودك في هذه الحياة .. بل أن سري هذا وصل أعلى درجات اليقين .حتى أضحى يتحرك داخل كينونتي عبر اللازمان واللامكان . لا يكل ولا يمل كأنه أبدي. كأنه بداية بلا انتهاء.
ويوم شعرت أنني أتمزق ولا أملك حيلة تجاه إعلانك المباغت أنك قد أصبحت ملك شخص آخر أجهل هويته كما كنت أنت تجهلين هويتي بل حتى تجهلين ما أكنه لك من مشاعر
ويوم آخر غريب وعجيب . لكنه بلا شك قدري الحدوث. دار بيني وبينك حديث نادر الحدوث.. وإذا الحجب ببن مشاعري ومشاعرك تنكشف وتنمو، خاصة حينما كشفت لي السر وراء إعلان خطوبتك .
أعرف أنك كنت متعجبة جدا حينما وصفت لك ما أحمله من مشاعر نحوك. بل وأحيانا أخرى كنت في شدة العجب من قولي أنك عشقي الوحيد والسرمدي
هذا لأنني ببساطة أرى نفسي محض إنسان عادي .لا يوجد لدي ما يجذب النساء عادة إلى الرجال
وهكذا كنت في حالة سلام مع ذاتي كوني أعرف من أكون.
من أجل هذا بحثي كان ينصب على نوع فريد من العشق، نقي شفاف متجرد من أي غاية جسدية . فكان عشقي لك أريده عشق روحي يسمو نحو تلك السماء اللامحدودة من النقاء والصفاء . لهذا حينما تلاقت روحي بروحك حدث ما لم أكن أتخيل تحقق وجوده . إن هناك حواء لديها تلك القدرة على أن تكون وطن للدفئ والجمال والحنان اللامتناهي. حواء لا تبحث عن المادة الفانية وتبحث عن روح تحرس وجودها عبر المسافات وعبر الزمان. روح الملاك الحارس .
ربما لا تستطيعين الآن أو خلال فترة قصيرة استيعاب ماهية ما أحمله لك من حب. ولكن دعيني اصفه لك كما أشعر به . إنه نوع من الحب عبر كل ما قرأت أدركت أنه نادر أن لم يكن محال تواجده. هذا الحب الذي يصبح كالنهر العذب يفيض داخل وخارج المحبين حد امتلاء واكتفاء كل منهما بالآخر. حب يتجاوز ما هو رائج وروتيني عبر العصور بين كل من يتوهم أنه أحب.
إذا هو حب يروي الظمأ ويشبع الجوع العاطفي المستمر بقلوبهم عقود من الزمن. حب متوهج له قدسية راسخة في نفوس أصحابه وفي هدوء يسكنهم كأنه سلام يلمس افئدتهم. هو فيهم الشعور الفارق بين النور والظلام . كلما نظر كل منهما إلى الآخر رأي أصل الوجود فيه.
وكنت أحلم طوال عمري البأس أن التقي بك فوق جزيرة حقيقة لا خيالية. ولا يجب أن تكون جزيرة محاطة بالماء من كل جانب مطلقا.. المحبين حقا يصنعون جزيرتهم أينما تواجدوا معا. مشاعرهم تتسامى بهم وتختفي من عيونهم صراع أقنعة البشر.
وهذا يحدث نتيجة طبيعية حينما يرتقي العشق داخل روحيهما إلى طبقة الوله. ويكون اللقاء بينهما وجه لوجه مرحلة شديدة الخصوصية وفيها توثق العهود وتوضع لبنة الثقة والشفافية والأمان. وهنا يمسي الشغف غذاء للجسد والروح بينهما .
وهذا ما حدث كان اللقاء بيننا شرارة اللحمة القوية التي ربطت بيني وبينك، وصدى أول عناق بيننا أنه جعل ذواتنا انصهرت في بعضنا البعض. وتوقدت نار عشقي لك وسوف تظل متوقدة حتى تأتي لحظة رحيلي .
كتب… رضا عفيفي السيد
….الشارقة
8/11/2022
Discussion about this post