الـتَـخـاطُــر

بقلم الشاعرة والكاتبة … ماجدة الظاهري

قُلتُ أجَرِّبُ فٍكْرَةَ التَخاطُرِ
أجْلِسُ على كٌرْسِيٍّ وَسَطَ العَتْمَةِ
يَدي اليُمْنى على الجَبينِ
يَدي اليُسْرى خَلفَ الرَقَبَةِ
أتَطَلَّعُ إليْك
أنْتَ الذي في البٌعْدِ
تُعاقِرُ النَظَرَ إلى حُزْني
حُزْني كَسَّرَ حُنْجُرَةَ المُغَنّي العاشِقِ
في المُقامِ
حُزْني نَشيجٌ
في هَمْهَمَةٍ النَهاوَنْدِ
تَنْجَحُ فِكْرَةُ التَخاطُرِ
تَنْظُرُ إليَّ
أنا التي هُنا.. وًهُناك …
حَوْلي…وَأمامي …
أتَّسِعُ… أتَعَدَّدٌ
أثْمَلُ بِنِيَّةِ الكَلامِ
فَيَضيعَ رُشْدُ الحَرْفِ
أراكَ امامي
ثابِتاً..
كَما تَدورُ
كًما تَرْقُصُ
كَما تَتَراخى
كما تَتَصاعَدُ
وَهَجُكَ يَدورُ وَيَدُكَ ثابِتَةٌ
عِطْرُكَ يُزاحِمُ المَطًرً
خاتَمُكَ شَمْسٌ
سُكونُكَ ظِلٌّ
أصابِعُكَ حَرائِقٌ
أتَأمَّلُكَ وَأتْلو كِتابً عَيْنَيْكَ
أسَبِّحُ باسْمِ الذي غَمَرَني بِفُيوضِهِ الوارِفَة
بِجَلالِ سُكونِهِ المَديدِ
بِحَيْرَتي بِهِ
بِدَهْشَتِهٍ بِأنَّهُ هُنا أمامي
وَأنا أحِبُّهُ بِكُلِّ هذا الامْتِدادِ
أُنْزِلُ يَدي اليُمْنى مِنْ فَوْقِ جَبيني
أُنْزِلُ يَدي اليُسْرى مِنْ خَلْفِ رَقْبَتي
لَقَدْ كُنْتُ أُصَلّي
صَلاتي نَدى لِنَدى النَدى
أساريرَ لِبَساتينَ تَبْتَهِجُ
جَدَلٌ عَقيمٌ وَثَرْثَرَةُ سُكارى
مَرايا يَتَمارى بِها الغُروبُ
طَيْفُ الشُروقِ المِغْناجٍ
غَيْمَةٌ مَضَتْ إلى أوانِ المَطَر
مَهْدٌ مُشْتَبِكٌ عَلى شَقاوَةِ طِفْلٍ
عِطْرٌ سابِحِ في رَقْبَةِ العاشِقَة
مُشْطٌ طالِعٌ إلى مَوْجِ الخُصُلاتِ
التَخاطُرُ يَنْجَحُ في العَتْمَة
أخْرُجُ مِنْها
كَيْ لا يَظَلَّ الليْلُ في حِدادِهِ الطَويلِ
كَيْ لا يَكْتُبَ الغَيْمُ الأسْوَدُ ظِلالَهُ
عَلى جُدْرانِ المَسافات
أخْرُج مِنَ العَتْمَةِ
أُتَمْتِمُ تِلاواتِ حَنيني …
أُقيمُكَ ليْلا…
وَأدْعوكَ نَهارا
أنْتَ المُفْرَدُ في جَمْهَرَةِ جَمْعِكَ
الواحِـدُ في تَعَدُّدِكَ
الصاخِبُ في أعالي سُكوتِكَ
أصابـِعُ الأعْيادِ في حَـلوى الطُفولاتِ
الأراجيحُ الـتي ظَلّتْ في نَوافيرِ الهَواءِ…
أنا الطاعِنَةُ في حُبِّك

————-
بقلم الشاعرة والكاتبة ….ماجدة الظاهري