• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ” (١)
• سلوك الطريق يشمل طريقين الطريق الحسي والطريق المعنوي .
أولا الطريق الحسي : الذي تقرعه الأقدام مثل أن يأتي الإنسان من بيته إلى مكان العلم سواء كان مكان العلم مسجد أومدرسة
أو كلية أو غير ذلك ومن ذلك أيضا الرحلة في طلب العلم أن يرتحل الإنسان من بلده إلى بلد آخر يلتمس العلم فهذا سلك طريقا يلتمس فيه علما .
• وقد رحل جابر بن عبد الله الأنصاري من أصحاب رسول الله
– صلى الله عليه وسلم – في حديث واحد مسيرة شهر كامل
على الرواحل على الإبل سار من بلده إلى بلد مسيرة شهر من
أجل حديث واحد رواه عبدالله بن أنيس عن النبي – صلى الله عليه وسلم –
• ثانيا الطريق المعنوي : وهو أن يلتمس العلم من أفواه العلماء
ومن بطون الكتب ، فالذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة
شرعية وإن كان جالسا على كرسيه فإنه قد سلك طريقا يلتمس
فيه علما ومن جلس إلى شيخ يتعلم منه فإنه قد سلك طريقا
يلتمس فيه علما ولو كان جالسا .
• فسلوك الطريق ينقسم كما ذكر إلى قسمين يراد به الطريق الذي
تقرعه الأقدام والثاني يراد به الطريق الذي يتوصل به إلى العلم
وإن كان جالسا .
• من سلك هذا الطريق سهل الله له به طريقا إلى الجنة لأن
العلم الشرعي تعرف به حكم ما أنزل الله ، تعرف به
أوامر الله ، تعرف به نواهي الله فتستدل به على الطريق الذي
يرضي الله – تعالى – ويوصلك إلى الجنة ، وكلما ازددت حرصا
في سلوك الطرق الموصلة إلى العلم ازددت طرقا توصلك إلى
الجنة .
• وفي هذا الحديث من الترغيب في طلب العلم ما لا يخفى
على أحد ، فينبغي للإنسان أن يستثمر الفرصة ولاسيما الشاب
الذي يحفظ سريعا ويمكث في ذهنه ما حفظه ، ينبغي له أن
يبادر الوقت يبادر العمر قبل أن يأتيه ما يشغله عن ذلك .
———————————————— :(١) صحيح مسلم : ٤/ ٢٠٧٤ منتقى من شرح رياض الصالحين
Discussion about this post