*** عيدٌ…. لحوّاء ***
جعلوا لكِ عيدا يا حوّاء
جادتْ عليكِ السّماء
شكرا للكرماء
مدّي يديكِ.. مدّي قدميكِ
للحنّاء
للبهاء
للهناء
الليلة، ليلتكِ يا تفّاحةَ آدمْ
اللّيلة، يُقطفُ وردكِ من على الشّفاهْ
وياسمينكِ يُنثرُ على الفِراشْ
يُعطّر الجراحْ
يرقصُ له الفَراشْ
قدّكِ الميّاس، يُفتّقُ الإحساسْ
فكيف منكِ يا حوّاءُ.. الخلاصْ
الشّبق ينهش الغروب والشّفق
العشق يذوب في الحدق
وآدم يقتله البعد عنكِ
والقلق..
*
اليوم عيدكِ يا حوّاء
هل ترفضين عيد افتراء؟
وأنتِ عيدٌ في كلّ الأعياد
عيد المحبّة والأحباب
عيد الضّحك وسحر الألباب
عيد البكاء وشجن الأوطان
عيد قوس قزح
عيد الضّحك على الأذقانْ
عيد شهرزاد وألف هُيام..
فزغردي..
زغردي.. يا للاّت النّساء
لك عيدٌ.. وأعياد
اليوم، يحتفل بكِ العالم
وغدا لكِ عيدٌ في كلّ بلادْ
ارقصي أيتها الأميرة…
على زفراتِ الأشقياء
لا تكوني ساذجة في عرس
الضّباع
أنتِ يا أمّ الأنبياء
أنجبتِ الأقوياء والضّعفاء
أنجبتِ الملوك والبسطاء
من حليبكِ رضع الإنسان
أنتِ الطّبيعة السّخيّة
أنتِ الأرض الطريّة
أنتِ الغابة الغنّاء
أنتِ العيْن الزّلال
أنتِ السّخاء
أنتِ حلم الكيانْ
فكيف يستعار منكِ..
هؤلاء…
خلقوا في رحمكِ من طين وماء
عيّروكِ بالعورة، بالنقص..
بالغباء
بيديك أقمتِ البلدانْ
بحنكتكِ شيّدتِ حضارات وأوطان
أنتِ يا حوّاء، ركيزة البنيان
من دونك لا يحلو مقامٌ أو عنوانْ
أنتِ شهدُ المقالْ
عسلٌ في اللّسان
أنتِ الأعمدة التي عليها تُقامْ عليها
الحياةْ
ودونكِ الدّنيا سراب.. صحراء.. رُكامْ
بكِ تولد عباد وتحيا عباد
فلا ترضيْ يا حواء بالذّلّ والهوانْ
ولكِ أن تصفعي الذّئاب
والكذّاب
انتصاراتكِ وليدة نضالاتكِ
والاجتهاد
ودونكِ لا احتفالات.. لا أعياد
لا رجال… لا تاريخ.. لا عظماء
فلا تقبلي مزحة أُطلِق عليها
عيد المرأة..
لا.. ولا.. ولا.. عيد افتراء
ولا تفخري بعيد ادّعاء
الجنّة.. تحت أقدام الأمهات
وتحت أقدامكِ جنّاتٌ يا حواء
فلا تكوني في عصمةِ…
من يدّعي أنّ المرأة بنصف عقل
بلا بيان..
عيْبها النّسيان
واللّغو في الكلام
بقلم الأديبة …..سونيا عبد اللطيف
تونس.. قليبية 14/ 08/ 2020
Discussion about this post