حطمتني الذكريات الطقس هادئ .. حوارات عاطفية بين الغروب و السحاب .. خيوط المساء تلامس جسدي بهدوء ..
و كل ما بداخلي فوضويّ .. رغم برودة ملامحي و ابتساماتي المتكررة ..
أنظر اليك تجلسين أمامي و يدك على خدك الأيمن .. قبالة موضع قلبي في صدري … كأنكما في محادثة جدية توشكان على الإلقاء بي من على متن القطار ..
ماذا أفعل بينكما ؟
تحرضني عاطفتي أحيانا على قتلك لكنني أبتسم بدل ذلك في وجهك … أكلّم قميصي المرهف بين حين و آخر لعله يصد قبلات الريح على جسدي ، أكره انتهاك الريح لخصوصية جسدي ..
تجلس قُبالتي أفعى درست معي ابنتها سابقا … أظنها ورثت السموم عن أمها .. نظرات حادة أتجاوز شرور الدنيا الملطخة بها بضحكات باردة ..
تجلس بجانبي امرأة تضم حقيبتها السوداء بعناد خوفا من أن يفتكها شاب تعجز عن اللحاق به ..
من البشر من يخطف حقائبنا ..و آخرون يخطفون قلوبنا ..
كيف أضمّ قلبي مثلما ضمّت المرأة حقيبتها ..؟
ربما .. على أمثالي أن يتجولوا بين شوارع الدنيا المربكة دون قلب ..
أبحث بين المقاعد عن قصيدة مختبئة .. تارة أقلّب سقف القطار بنظرات مجنونة تائهة و تارة أخرى أتفطن لنظرات خبيثة ترمقني من بعيد .. أشك أحيانا في أنني استوليت على ميراث عائلتهم الملكية ..
اللعنة .. نتجاوز الأشياء و الأشخاص دون أن يتجاوزونا .. و يتجاوزوننا دون أن نتجاوزهم ..
علينا اذن أن نؤسس مكتبا نمضي فيه ” عقد تجاوز ”
و يمضي كل منا نحو ذاته بسلام .. سأعترف أني لم أعد الى ذاتي منذ سنوات .. و لكنها على مقربة مني تلوح لي من بعيد .. أزحف نحوها و تزحف نحوي .. سنتعانق قريبا .. ربما بعد دهر أو أكثر بقليل ..أنا متفائلة ..
أغانِ أسمعها لأول مرة على ذوقها … لكنها تُقَلب في ذهني صفحات قديمة .. تفك سلاسل ذكريات عطشى و ترويها بكؤوس حنين موجع ..
تبتسم لي ببلاهة كلما التقت عيوننا .. و السماء فوقنا تودع الشمس وداعا جافا .. دون بكاءٍ.. كيف أخبر السماء أنني شربت كل دموعها ذات ليلة لأخمد نيران صدري المحترق ..؟ سرقوا شمسك و سرقت دموعك .. منظر جميل كلفك الكثير …
في خيالي .. حطمت النافذة و أخرجت يدي لتصافح الحروف الطائرة مع النسمات ..
في واقعي.. حطمتني الذكريات …
_______
بقلم الكاتبة ….فاتن بن خالد
Discussion about this post