بقلــم : لميـــاء العامرية
التحديات التي تواجهها المرأة العربية عموما وفي كل المجتمعات العربية باختلاف وتنوع بيئاتها وتعدد ثقافاتها قد يكون من الصعوبة بمكان الحدّ منها او القضاء عليها ما لم يكن هناك تغيير جذري يجتث القديم من الانماط الفكرية والمجتمعية التقليدية المتوارثة .
وقد تختلف حدّة هذي السلوكات النمطية من بيئة لأخرى ومن مجتمع لآخر ، تبعا لطبيعة الموروث الثقافي لهذا المجتمع او ذاك .
واحد اوجه الصراع والتحديات التي تواجه المرأة العربية هي النظرة المجتمعية والتي تبدأ بأول مكوناته واعني به الاسرة من خلال النظرة السلبية للمرأة التي تأخرت في اختيار الزوج المناسب ليكون شريك حياتها التي تسكن اليه كما يسكن اليها ..
ومما يخلق حالة الصراع النفسي والمعنوي واثاره النفسية والبيولوجية عند المرأة هو هاجس الخوف منذ عمر الصبا عند الفتاة حين يلقى على مسامعها تلك الحكايا والافكار التي تتداولها النساء داخل محيط الاسرة والمجتمع القريب .
عانس ، او ( بايرة ) كلمات تزرع المخاوف والهواجس داخل الفتاة وهي في عمر الربيع .. معايير ومقاييس ما انزل الله بها من سلطان غير مدركين متغيرات الحياة ومفاصلها ، في زمن دارت فيه العجلات بسرعة كبيرة نحو التحصيل العلمي بأعلى مستوياته والانغماس في الحياة العملية اسوة بالرجل كمتكافِئَين وليس كنِدّين ومن الطبيعي ان يأخذ هذا جزءا لا يمكن التغافل عنه من العمر فزمن تزويج القاصرات في العهود الخوالي اصبح في حكم المنقرض وان لم تزل تلك الظاهرة قائمة بكل ما فيها من سلبيات ومساوئ تنعكس على القاصر صحيا ونفسيا وجسديا بل واصبحت من الظواهر التي تنتقدها المجتمعات ويحظرها القانون .
وما يهمنا الان مضمون المقال حيث تواجه المرأة ما تواجهه من نظرة الاسرة والمجتمع وما يطلقونه على مسامعها في اول عقدين من ربيع عمرها ، وكأن الحياة تنتهي عن نقطة الحصول على شريك العمر كيفما اتفق وبأي وسيلة وتحت مسميات الشطارة ..
ما هكذا تورد الإبل ، وليس من الانصاف الكيل بمكيالين ، ولابد ان تؤخذ الاشكالية بنظرة منطقية وعقلية وبعيدا عن المتوارث من الافكار البالية من ايام عصور الجواري والمماليك ، فإشكالية تراجع نسب الزواج قياسا لما سبق ترجع لاسباب عديدة لا مجال لذكرها الان ، وهناك اسباب لابد من التركيز عليها في هذا الموضوع تحديدا ، اذ ان من الاسباب الرئيسة ضعف الثقة بالرجل او الزواج نظرا لما تكتظ به اروقة المحاكم الشخصية وزيادة حجم الطلاق التي تدفع المرأة غالبا ثمنها ، وهناك ايضا حالة التغيير الذي طرأ على المجتمعات بسبب الثقافات الغربية الدخيلة ومنها الميوعة والتلبّس بزيّ ضاعت فيه قيم الرجولة الحقيقية بين صفوف اغلب الشباب …
ومن الاسباب الاخرى ظاهرة الهجرة والعزوف عن الزواج بحجج البحث عن الحرية وبناء المستقبل الافضل وغيرها ..
وهناك اسباب اخرى كثيرة لكن اتينا على ذكر الاهمّ منها
ومن هنا اوجّه خطابي للمرأة في عموم المجتمعات العربية والاسلامية ان تكون اقوى من حجم التحديات واكبر من اطر النظرة الاسرية والمجتمعية واكثر قوة في مواجهة التحديات فالمجتمع هنا هو الجلاد والحاكم وبالتالي لن تكون سوى المرأة هي الضحية اذ قد تدفعها مخاوفها الى الخضوع لمن لا يناسبها كيفما كان ، وضريبة هذا الخضوع ان تدفع سنوات عمرها ثمنا او ان تضيع كأوراق قضيتها في اروقة المحاكم
هنا يجب الحد من ظواهر التنمّر او الغمز واللمز وان يعي المجتمع دوره وان يدرك الرجل حجم مسؤولياته في البناء المجتمعي والاسري ككل وبعيدا عن المساومات التي لا تغني ولا تسمن من جوع .







































Discussion about this post