الكاتبة حليمة صومعي تكتب ……
سأتكلم اليوم عن ظاهرة اجتماعية تعتبر بالدرجة الأولى لا أخلاقية ومقيتة جدا، ويعاني منها الكثيرون وهم الضحايا ويمارسها الكثيرون هم مجرمون مجتمعيون على حد تعبيري. فالاستغلال يتخذ في مجتمعاتنا عدة أشكال مختلفة، وهناك بعض التبادل المصالح الذي قد يصبح استغلالا إذا أصبح طرف يتجاهل رد خدمات لشخص آخر، وهناك مظاهر كثيرة ولكن ما يهمني في موضوعي هو الاستغلال العاطفي وليس المادي والذي يعاني منه الكثيرون من أصحاب المصالح.
فالعاطفة هي شيء له مكانة مهمة في وجداننا وأحاسيسنا، وعندما يتعرض الشخص لاستغلال من هذا الجانب الحساس جدا من كيانه، فإنه يشعر بألم كبير جدا، ألم من فقدان الثقة وألم أكبر عندما يشعر أن شخصا كان يقدره بأنه كان يستغله ولا يريده غير المصلحة والحاجة. شيء فظيع و مؤلم عندما يتظاهر أحدهم بالود نحونا وبعد ذلك يتبين أنه مخادع ولا يتقرب منا إلا لمصلحته الشخصية، يظل طول الوقت يلبس جلباب النبل والتقوى وهو يتحين الفرص ليقضي حوائجه وعلاقته معك ما هي إلا مآرب تخفي وراءها الكثير من الحقد والحسد الدفين ،داخل شخصية تدعي النبل والاخلاص .
والطامة الكبرى عندما يقترن الاستغلال بالوصولية والغذر، فتلك كارثة تلم بصاحبها. فقد يحدث أن ترافق امرأ صديق بإخلاص وتعتبره أخا لك تمنحه كل المحبة والاخوة النبيلة الصادقة ، لكن هذا الأخير يكون ذات خبث ولؤم، فيبدأ في الأخذ بلا عطاء ثم يتحول هذا الأخذ إلى استغلال واضح من وراء كواليس مسرحية مفبركة انت بطلها ، وقد يتجاوز ذلك الصديق الأمر مع صديقه الأنانية المستغلة، لكن الأخير سرعان ما يسدد له طعنة كبرى، معاناة الفقد ومعاناة الاستغلال الغذر من صديق كان يحسبه اخا وفيا.
Discussion about this post