حكم مباريات كرة القدم ٠٠ قاضي يحكم بالعدل
سعد جلاب
إن حكم كرة القدم يكتسب أهميته من الدور الكبير والمؤثر الذي يلعبه في تحديد نتيجة المباراة وفق تعليمات وشروط قانون دولي موحد ومفند لزرع (العدالة – المساواة – السلامة) بين المتنافسين، العدل بين الفريقين والمساواة في القرارات والحرص على سلامة المشاركين، وهي أهداف ومقاصد شريفة نبيلة يسعى قانون كرة القدم لترسيخها تطبيقاً ومفهوماً.
وحكام كرة القدم النزهاء هم الذين يترجمون القانون إلى واقع مشاهد وفق مقدرة شخصية وامكانات ذهنية بعيداً عن المؤثرات المختلفة، ولأجل تحقيق هذه الغايات والأهداف من كل الحكام فإنه يتحتم على الحكم أن يملك من الصفات الشخصية مثل الشخصية ذات القرار الجريء، القرار العادل والحيادي صاحب مظهر جيد وهندام محترم وقوام مقبول، كما يجب أن لا يتأثر بالضغوط المختلفة والمصاعب المتوقعة وغير المتوقعة. على أن تكتمل هذه الأطر باللياقة البدنية العالية والمختلفة من تحمل عام وتحمل للسرعات والرشاقة أو المرونة.
أما القدرات التحكيمية للحكم الناجح تتمثل في قدرته على التطبيق الصحيح والموحد والثابت طوال المباراة وتمييز الحكم بين الأخطاء المتعمدة وعدم المتعمدة مع العمل على التطبيق الصحيح لقاعدة مبدأ إتاحة الفرصة؛ أي الامتناع عن إيقاع العقوبة كي لا يستفيد المخطئ من خطئه. كما أن عطاء الحكم وأداءه داخل الملعب مهمان؛ مثل الإشارات الواضحة وفي توقيتها المناسب والصحيح، والجري باستخدام الطريقة القطرية بشكل فعال ومفيد لزاوية الرؤية ومسار اللاعبين والكرة، مع التعاون الجيد والتفاعل الايجابي مع زملائه مساعدي الحكم والحكم الثاني مع العمل بأسلوب فعال وفق تقدير سليم لكل حالة بعيداً عن حالات التحايل والخداع الممقوت بهدف كسب وقت غير مشروع، وأخيراً فإن أسلوب الحكم في استخدام البطاقات وطريقة الصافرة تعطي الحكم شكلا ومظهراً مهماً لدى المتابعين، وتوحي بالانضباطية والحزم مع جميع حالات سوء السلوك واللعب العنيف والسلوك المشين، وهذه العوامل توفر للحكم القيادة الحازمة داخل الملعب وتكسبه الاحترام من اللاعبين، بيد ان مثل هذه المواصفات تتطلب من الحكم أن يسير على برنامج منهجي قبل وأثناء وبعد المباريات بعد توفر العنصر الأهم وهو عنصر (الموهبة)..
ومن أبرز البرامج للحكم قبل المباراة تفادي مشاكل العمل والخلافات العائلية والضائقة المالية، مع إهمال المكالمات الهاتفية المتعلقة بالمباريات، وعدم الاتصال بأشخاص لهم علاقة بالمباراة مع الحرص على الحضور مبكراً للملعب وتفقد معدات الملعب وتجهيزاته مع الحرص على تفقد معدات الحكم من ملابس وأدوات التحكيم. وقبل هذا وذاك الحرص على الاطلاع ومراجعة قانون اللعبة ولائحة المسابقة.
أما أثناء سير المباراة فمن أهم صفات الحكم الناجح: حسن التعامل وعدم الانفعال وتطبيق القانون على جميع اللاعبين يكسبه احترامهم مع الحرص على التعامل النفسي مع اللاعبين الذي ربما يفوق تأثيره مفعول البطاقات والحرص على تطبيق روح القانون دون الإخلال بنصوصه. وبعد نهاية المباراة مراقبة الاحداث إن وجدت، والحرص على كتابة التقرير بشكل دقيق وتدوين أسماء وأرقام اللاعبين المنذرين واللاعبين المسجلين الأهداف، وتدوين الوقت الملعوب والملاحظات العامة. وعليه بعد ذلك تقبل النقد الذاتي بروح طيبة ومراجعة تصرفاته ومحاسبة ذاته. وفي حالة النجاح في قيادته للمباراة يجب تقديم شكره لزملائه الحكام وعدم الاعتداد بالنفس والغرور والكبرياء.
Discussion about this post