بقلم الشاعرة… لطيفة سالم بوسته
أوليس الأسطورة
أيها الشّريد وراء البحار
أنا حبيبتك بينيلوب
التي انتظرتك أعواما وأكثر
أنا لست شهرزاد القصيدة
تَغزل الحكايا
حين يجنُّ اللّيل
لتشغل قلب شهريار
وتسكت عن الكلام المباح
حين ينبثق الصّباح
خوفا من مسرور السّفاح
وأنت لست بِشهريار
الملك ذو الأسرار
يُدمي قلوب العذارى
بالحديد والنّار
فمسرور السّياف في الانتظار
ينفذ الأَوامر من وراء ستار
حتى صار شهريار
سجين الحَكايا والانتظار
كلّ يوم خبر جديد
سيان إن كان حزينا أو سار
أوليس السّفينة
تاهت أشرعتها عن الأقمار
أنا حبيبتك بينيلوب
التي تركتها حزينة
أنا هي بينيلوب الأميرة
تحيك الزّرابي الحَرير
حين يلوح الصّباح
تُلهم الغادي والشّادي
لتَفتق غزل النّهار
إذا جنّ اللّيل والأسحار
وفي انتظار الصّباح
تُكرّر الحكاية
في كل يوم لاح
وأنت أوليس الحالم
دخلت جنّة النّسيان
وقربت تلك الشّجرة
أكلت من زهرة اللّوطس
فأصبحت هائما ولهان
ونسيت وعدك حبيبتك
التي انتظرت قدومك
كل يوم وكل ليلة
من وراء البحار
على أحرّ من النّار
بكلّ صبر وإِصرار
أوليس المتيّم
أحرقت السّفينة
أنا حبيبتك بينيلوب
التي نسيت ودّها
وخنت عهدها
وأصبحت تقول
الذّنب ليس ذَنْبك
أنستك الجزيرة
جزيرة الأحلام
أن توفي بالوعود
فالدّاخل إليها مفقود
والخارج منها مولود
أكلت من ثمارها
وشربت من عُصارها
فصِرت سجين أَسرارها
سِرت على شطآنها
وتُهت في جنى أركانها
علّك تلقى سفينة الإبحار
وزاد التّيه مع الأسفار
وحبيبتك تنسج الأوبار
يقتلها الشّوق والانتظار
كلّما جنّ الليل أو طلع النّهار
بقلم الشاعرة… لطيفة سالم بوسته
Discussion about this post