مالموت الا ميقات العباد وكلنا في رحلة نهايتها تلك النّومة الأبدية وذيّاك الرقاد …أبوابك مغلقة يا صديقي معلنة أنّك رحلت الى وطن النّائمين دون رجعة ..دخلت صفحتك بحذر مطأطأة الرّاس حين قرأت النعي فوجدتها صامتة ..مهجورة ..مكسوّة بالغبار منذ فترة طويلة …كتبت لك على المسنجر على أمل ان يكون الخبر مجرّد اشاعة وأتلقى ردّك لكن لا مجيب …أبكرت الرّحيل يا رجل ..الصديق الشّاعر العراقي عبد الرّزاق عبد الوهاب الساعدي يغادر الحياة في صمت …كان شاعرا مجدولا بالمرارة والفرح …كان مهووسا بفكرة الموت رغم حبه للحياة وتمسّكه بها …كلّ نصوصه كانت تعبّر عن مأساة كائن معذب حتى أني كنت أتجنب قراءتها هربا من المواجهة مع الحقائق الوجودية الموجعة رغم انبهاري بما سبق وقراته له .. الشيء الذي جعله يغضب منّي في اعتقاد منه أني لا ابالي بسبب الغرور او عدم الفهم والحال ان الجبن والخوف هو السبب ….كان ناقدا متمكّنا..كان روائيا فيلسوفا مبدعا بحق وكتاباته على قدر كبير من الثراء في الخيال والرّؤى الفلسفية و الشعرية .. أذكر انه منذ سنوات أخبرني بأنّه مريض ومهدّد بالموت في أي لحظة لكن في الحقيقة اعتقدت أن ما قاله مجرد مبالغة من مبالغات الشعراء وان عشقه للدراما هو الذي جعله يدّعي ذلك ..المعذرة يا صديقي لاني غفلت عنك ولم انتبه لغيابك الى أن اعترضني نعيك صدفة على صفحات الفيسبوك ..وداعا صديقي
Discussion about this post