… الشّاعِـرُ …
بقلم — الشاعر حسن علي المرعي
نهضَ الصَّباحُ مُمزِّقاً سِتْرَ الدُّجىٰ والجَّمرُ في وهَـدَاتِ قلْبي أُجِّجَـا
وتـلفَّـعَ العيُّـوقُ في شـالِ النَّـوىٰ ورفيـقُ صـدري بالهمـومِ تدجَّجَـا
وتنـفَّـسَ الصُّعَـداءَ فجْـرٌ شاحِـبٌ والأُفْـقُ في بحرِ الدِّمـاءِ تضـرَّجـا فـارتـاعَ قلبـي خائـفـاً مُتلـجْلِـجـا
واللّيلُ أطفـأَ شـمْـعـدانَ نـجـومِـهِ وانـدسَّ تحـتَ لحافِـهِ و تـمـدّدا
واستلَّ نورُ الشّمسِ سهماً صائباً وأرادَ رُوحـيْ فـاسـتـدارَ وسـدّدا
فرمىٰ اصطباريَ مِنْ لُبانةِ عينِـهِ وعـلى الفـؤادِ هـزارُهُ قـد غـرَّدا وبُـعـيـدَ قَـتْلـيْ بالفـضـاءِ تنـهَّـدا
قد كانَ في ليْلَيْـهِ يغمسُ بَوحَهُ مُتأمِّـلاً والصَّمـتُ يلـعـقُ جـرحَـهُ
يقتاتُ مِنْ ماضيهِ صُـورَةَ يومِـهِ متـوجِّـساً مـمّـا ســيتلـو لـوحُـهُ
قد أدمـنَ الألـمَ الصديـقَ بلـيلِـهِ وتشرذمَتْ وسْـطَ المدامعِ روحُـهُ فاخلعْهُ مِنْ فرحِ الشُّروقِ صباحَهُ
الـحُـبُّ مـسـكـنُـهُ وسِــرُّ وجـودِهِ فاصـغـوا إلى الآلامِ في تـرديـدِهِ
هـو شِـاعـرٌ هـو بُـلـبـلٌ مُـتـرنِّـمٌ كـلُّ الأنـامِ بـحـاجـةٍ لـنـشـيـدِهِ
إنْ ظـلَّ في قفـصِ الظُّلامَةِ رازحَـاً سيموتُ لحـنُ النّـورِ في تنهيدِهِ وتُـجَـمُّ أوتـارُ السَّــمـاءِ بِـعـودِهِ
بقلم — الشاعر حسن علي المرعي
من ديواني الأول.. حديثُ الجوى
Discussion about this post