بقلم الأديبة … سونيا عبد اللطيف
بنيّ..!
تقبّل نصيحتي..
قبل أن تتعلْم المشي والقفز والرّكض
تعلّم كيف تُصفّق للرّيح…
بخفّيْ حنين
بأخمص القدمين
بصفع الوجنتين
بإطباق الجفنين..
الرّيح يا بنيّ تُعيرك
الصّفير
الصّرير
الأزيز
تستقبلك بالْهِيلاَ.. هُوبْ
بالتّهاليل
فلا تقفْ عند..
عتبة الباب المغلَق
البئرِ المقفَرةِ
القلوبِ الحالكة
*
الرّيح يا بنيّ أسرابُ صراصير
لا تبصر المصير
تُطيّر حلم البسطاء
وتمزّق بساط الأمنيات
للريح يا بنيّ أغنياتٌ
ومواويل عاتياتٌ
لن تقدر على ترديد..
لحنها
ولا الرّقص على إيقاع نبضها
لن تفكّ شفرة رحيلها
لا أن تُمسك بفراشات حنينها
الرّيح سفر ومتاهات
ومدارج وأدراج وعتبات
في كلّ درج حكايةٌ
عن العشق والعشّاق
روميو وجوليت تاها بين أسطر
الروايات
عاشق الحوريات على دين..
الصراط
وللفئران أسرار
تحفظها في المختبرات
خفافيش الظلام
*
بنيّ..
احمل أنّى تسيرُ درعكَ
وطرْ إذا كان بوسعك أن تطير
فالطّيران متعة
والخيال جميل
العسيرُ منه يصبرُ يسيرْ
تلقى النسيم
تلقى الشمس والعصافيرْ
تلقى كونا لا غيوم.. لا سواد..
لا أعاصيرْ
فاخلع عنك ثوب الهلعْ
واترك نعل الفزعْ
اسبح في ملكوت السماء
اسبح في بحر الهناء
ترى زوربا يعلّم الرقص للدّلافين
ارقص معهم الزّامبا.. الصّالصا..
والشّمندري
ورافقهم إلى الأعماق..
لا تخش ..
في الدْهاليز تُكْتمُ الآهات..
تُوصَدُ جحورُ الظّلمات..
ولا تُوجدُ هناك، رياح ضابحات…
*
أظنّك بنيّ..
قد وقعت في الشّباك
قبل بلوغكَ الآفاق
فانْسَ أنّك كنت يوما وجها لوجه
مع الرّياح
وانْسَ رحلة الكفاح
وزغرِدْ كما تزغرد ثعالب
الحياة
زغرودة الهلاك
بقلم الأديبة سونيا عبد اللطيف
تونس 30 /09 /2020
Discussion about this post