عبد الجابر احمد يكتب …..أقول…
”قضينا من الحياة ما يكفي لنله، الآن نستحق محبةً كاملة، وودادًا صادقًا غير محتمل، أُلفة نطمئن بجوارها، ونافذة شك مغلقة، وباب يقين مشرَّع، وأرض آمالٍ نحرث ثمارها، ونهايات سعيدة محكمة.
ليس بالضرورة أن تلفظ أنفاسك وتغمض عينيك ويتوقف قلبك عن النبض ويتوقف جسدك عن الحركة كي يقال عنك أنك فارقت الحياة، فبيننا الكثير من الموتى يتحركون يتحدثون يأكلون يشربون يضحكون لكنهم موتى، يمارسون الحياة بلا حياة.
هكذا الحياة يُعرف المعنى بِضِده،
لَن تُمَكّن حَتَّى تُبتَلَى كيفَ قَلبك؟ ما زال بخير؟
هاتيك الثّقوب الّتي فيه يعلَمُها الله لولاها ما تَسَلَّل النّور إليك، هاكَ يُسرٌ في قَلبِ عُسْر قف على كُل لحظات يَومِك والمَح جَميل تدبير الله لكن مهما تَعَاظَمت الأمور و اشتَدَّ عليك الخِناق مهما كَبُرَ الثِّقل على كاهلك فالله أَكْبَر، أكبَرُ من كُلّ ما ظَنَنتَ أنّه يَهدِمُك لا بأس بالتّعب لكن لا تَحنِ ظَهرك إبتَعِد قليلًا، و أُطلب من الله ترتيبه.
العزلة:
ليست كلُّ عزلة دليلاً على الحزن والكآبة وليس كلُّ ابتعاد هو رغبة في اعتزال البشر وتجنّب العلاقات الاجتماعية أحياناً تكون العزلة ضرورة لاستعادة السلام النفسي وراحةُ الذهن يحتاج منا إلى لحظات يلتقي فيها المرء بنفسه فالبعض ينفرد بنفسه ليحاسبها ويقوّمها ويهذّبها والبعض الآخر قد ينفرد بها كي يلاطفها ويمنحها هدنةً مؤقّتة من الضغوط التي أنهكتها والبعض لا يلتقي بها لكنّه ينعزل ليبحثَ عنها فقد يفتقد البعضُ نفسه بسبب كثرة أعبائه التي تجعله ينساها ويهملها ويهدر حقّها والبعض ينعزل لينفردَ بذكرياته الجميلة التي يستمدُّ منها الحياة لكن تبقى العزلة الأجمل والأكثر راحة على الإطلاق هي التي يفرُّ فيها المرءُ من الدنيا والبشر ليأنسَ بالله عز وجل يناجيه ويستهديه ويستغفره ويدعوه ويحمده ويشكره فيشعرَ بالسكينة والطمأنينة تملأ قلبه فينشرحَ صدره وتهدأ أوصله،
فلا تلوموا شخصاً اختار الابتعاد وفضّل العزلة لفترة فبداخل كلِّ إنسانٍ مشاعرُ خاصة به تدفعه دفعاً لكي يكون وحده فاحترموا رغبته ولا تفسدوا عليه عزلته حتى يعودَ لكم بإرادته الكاملة حين يشعر أنّه فعلاً مستعدٌ نفسياً وذهنياً للاختلاط والاندماج معكم من جديد.







































Discussion about this post