بقلم … محمد زينو شومان يكتب
باقٍ هنا أشيّع الصبرَ إلى المثوى الأخيرْ
كم يقشعرّ بدني مستمعاََ إلى وصايا الكهنهْ!
أوّاه ما أحقرني في حضرة الأشجانِ ،
أو في قفص الضميرْ!
ثقيلة معصيتي
ثقيلة خطاي.. لا أدري أخارت همّتي
كحائط المبنى الذي صدّعه الزلزالْ
ونخر السوس هواجسي كما الشجرْ؟!
لم أعرف الحياةَ
إذ كانت تدير ظهرها لي دونما اكتراثْ
جذبتها من كمّها
لمَ التعامي؟ كيف لم تستقبلي ضيفاََ قنوعاََ
لا يريد منك قرضاََ عاجلاََ أو آجلاََ،
أو منزلاََ ،
أو سلّةََ من النّعَمْ،
أو مائدهْ؟!
إنّي مواطن مثاليّ بلا غشّ.. خذي
قلبي افحصيه وافحصي سريرتي في المختبرْ
أو عند صاغة الذهبْ
لم أدّع الوحيَ ولا صنعَ الكراماتِ
ولست من قريشْ
ما زلت غرّاََ أبيضَ الكفّين والصحيفهْ
لم أفتخر يوماََ بطول شاربٍ،
أو بعلوّ منزلهْ
لم أرشق الطاغي بلعنةٍ ولم أقذفه بالبصاقْ
هذا سجلّي ناصع البياضِ
لم أكسر جرارَ نقمتي
فوق رؤوس الزعماء السّفلهْ
لم أُعل صوتي شاجباََ جائحة الفساد في تظاهرهْ
ولم أقل لقاتلي : أفٍّ! دمي
موزّع بين عشائر القلقْ
قد خلّفتني أسرتي مجرّداََ من كل أوراق هويّتي
أكنت في نوم شديد مثل نوم القبرِ
حين أعلنوا موتَ أبي في الوقعة المدمّرهْ
ما بين عقلي والفؤادْ؟
لست أنا صاحبَ هذا النصّ بل ذاك الذي
يرزح داخلي هو الملقّن المجهول لي
وكل خوفي أن أكون سارقاََ
أوجاعه وفمه الأسيرْ
أليس هذا حجّةََ دامغةََ ضدي؟
يكاد يغدر المنطق بي في مجلس الفلاسفهْ
أو تحت قوس المحكمهْ
وليس لي سندْ
تخلعني نفسي كما أخلعها خلعَ الكساءْ
ضدّان لا يلتقيانْ
يقلقني الخيار هل أعود أم أمضي
وما هو السبيلْ؟
عذراََ.. لقد فشلت في كل المهامّ الغابرهْ
لم أستطع نيلَ وسام أو مكافأهْ
يا أيها المارّون قربي نبّئوني هل أنا مخدّرٌ؟
أم ميّت؟ أم أنّني نصبُ حديدْ؟
هل انتهت حرب البسوسْ؟
ما للساني يابس في سقف حلقي!
كيف لا أشعر بالهزّة؟ هل فقدت رشدي؟
أخبروني هل توقّفت
بُعَيد مصرعي حرب الأشقّاءِ؟
وهل قُتل هابيل أخي الأصغر ظلماََ؟
أيقظوني كي أرى وجهي
لقد أرهقني النوم بل الموت الطويلْ
لبنان _ زفتا في 2023/2/25
بقلم محمد زينو شومان
Discussion about this post