بقلم الكاتبة … سعاد محمودي.
“: لست مستعدة..!! لا تتركني..!”
قالت بصوت اجش…متقطع..وهي تغالب دمعة في الاحداق…
تمسك بذراعة…وتقترب…لتهمس:” لنهرب..هو الحل..لا أطيق بعدك عيشا…لا جهد لي …صعب هو الفراق..”
ثم تعانقه عناق مفارق وتجهش ببكاء ابكم …يزلزل صداه الاضلع و يسمع ارتداداته طيورا سابحات في الافاق…
وتشجي عباراتها قلبه فيمسك بمنكبيها …ويقبل اليدين …وينظر في كبد إلى ذلك الياس النابع من الاعماق..
فتسقط حقيبة كانت على كتفه …ترهق منه الكاهل …فينحني يعيدها الى مكانها.. تحت ناظريها…كم تكره الحقائب…كم تكره …الحرب..وكم تكره هذه…الادفاق…
كان القطار ينتظر وكل النساء تودعن ازواجهن…واقاربهن…وانين …واهات…و نحيب…واشتياق…
تقول عبثا:” لا تذهب !! ” وتمسك منه باليد والذراع والمنكب…فيقول :” ومن يدافع على الأرض عن العزة والعرض!!!”
ويصفر القطار…اخر الصافرات …وينفث في الفضاء دخانا اسود يخيم على فضاء المودعات…
يصعد الرجال…ويقدمون امالا بالنصر…واخر التوصيات…وعلى مضض ترتسم على شفاههم بعض بسمات…
تلوح الايادي ويختفي وسط عواصف الألم القطار…
و هن في المحطة التالية سينقلن الى الملاحئ…ما أبشع الحرب وما اقسى لحظات الفراق…وما أصعب الانتظار..
…
بقلم الكاتبة …سعاد محمودي.
24/02/2022
.
Discussion about this post