بقلم الكاتبة … هيلانة الشيخ
يسألني:
ماذا يرضيكِ؟
فأرد:
أنا راضية كل الرضى… وفي روحي شرخٌ لا ترممه ألف كلمة، وفي قلبي سواد لا يغسله المحيط… انكسارة لا تبحث عن صمغٍ، مفتتة، لا يجمع شتاتها إلّا الموت.
نحن يا سيدي لسنا نبلاء بما يكفي، لنعتدّ بكبرياء مزعوم، ولسنا ملوكًا نضّجع إذا أرّقنا التعب، ولسنا جياعًا لكننا نرضى بجرعةٍ من الحب الصافية.
الأجل اقترب، والزوال آتٍ لا محالة، والشيخوخة قرعت طبولها قبل الأوان، وعرق ينبض وآخر تجمّد، وهذا القلب ليس إلّا مضغة فاسدة، لا ترتجي الدوام.
العشق منحة الله، يغرسها وينتزعها كيفما يشاء، لكنه لا ينتزعها إلّا ممن لا يعرفون وجوب الحمد على النعم.
وقد أنعم عليّ بك، فكيف أكفر بعدما تذوقت حلاوتها، وقد حُرمتها أربعين عامًا ونيفًا من العذاب؟
أيدخل الجحيم مَن خرج منه إلى الجنة؟
أنّى لي أن أطمح لشيء من الرضى، وقد بلغت منتهاه فيكَ؟
أمثالنا؛ لا يجرؤون على المساومة؛ شربةٌ تبل الروح، تكفي أبد العمر، الذي انقضى كثيره، وما عاد يتسع حلمًا جديد وجهادًا وكرامةً، لأن الأثمن، لا ثمن له وقد خسرناه وبايعنا البقاء على ألّا يعود…
بقلم الكاتبة هيلانة الشيخ
Discussion about this post