بقلم … عبد الرزاق الصغير
أن لولا الصقيع والمطر الغزير
لما إكتظت القاعة
الأصبوحات والأمسيات التي مضت
ورغم تواجد شعراء نجوم وشاعرات كالورد
إلا أن عدد الحضور لا يتجاوز تسعة
ومعطف أحمر على المشجب
لا أستطيع أن أروح وأجيء صارخا مبحلقا
كذلك الشاعر البربري ذي الشعر المجعد
لا أستطيع أن أكرع البيرة حتى آخر قطرة في الزجاجة
وأفتح أخرى وأخرى وأخرى وأخرى وأخرى وأخرى وأخرى وأنهض للثلاجة خلفي
أمام الجمهور وأنا ألقي قصيدتي بفخر كالشاعر الأمريكي تشارلز بوكوفسكي
أن ألبس قصيدتي وأمثل الدور كما يجب مثل شاعرا روسي موهوب رأيته في اليوتيوب
بمجرد أن أضع رجلي من الدرجة الأخيرة للركح
أحس حرارة شديدة تكتسح وجهي
رغم برودة القاعة
أعلم يقينا أن الإلقاء موهبة
وأن الرسم بالكلمات خلقا جديدا
وأن القصائد قرى و مدن
وجسورا شاهقة
ومطارات ، ومحطات قطار ، أحراج وغابات ، وحدائق ، وتماثيل وأصنام
وورد ونوار بري أبيض أبيض ابيض هش
وسرور وحزن وحب وكره وإنقلابات وحرب
وسلم هش
أعلم يقينا
أن لولا الوحدة والصقيع والحزن
والنوار الذابل
ما كتبت هذا النص الهش
****
إبكي
كيف وما شئت
عمود الكهرباء
أو لوحة إلإعلان إلإلكترونية لا تلتفت إليك
شجرة الدردار الكبيرة
لا يغير شيئا شعر الجاهلية
أو ما بعد الحداثة في حبكة الرواية
أو الحياة الحقيقية
حيث تسير فقط لتسير دون ما حاجة لأي شيء
أو يعجبك سروالا ولا تشتريه
أو ديوان شعر
أوتجلس بعيدا عن المقهى
وأنت تشرب قهوتك يعجبك ضوء الأزهار المزروعة حديثا
إبكي
كيف وما شئت
كبطل الفيلم الحربي
عندما يعود لأطلال بيت كل نوافذه وأبوابه
وحتى الخزانة ورفوف المطبخ محروقة
إجلس في الحلكة على درج الربوة
السياج الحديدي
لا يسمع
لايشكو الصدئ
****
الشعر
في كل مكان
في الحلكة تحت درج العمارة الآيلة للسقوط
في النوارة بين الرصيفتين المهملتين
في عيون القطة السائبة
بين الحافلات المعطوبة في آخر الورشة
في المشاتل
في السبل المتربة
حيث يزعجك الحصى الصغير جدا
وهو يندس بين أصابع رجليك في الحذاء
الشعر
في هواء الشرفة
مقابل النافذة الموصدة
بسلسلة وقفل من القرون الوسطى
في إبتسامة
مسروقة من صبيحة معكرة
في وردة بيضاء
في زاوية منسية
يغطيها نسيج عنكبوت
تنتظر كل صباح حسب الجو ربع ساعة من شعاع شمس
تحارب من أجل البزوغ من خلف الأشياء
والسحاب
في أغنية في هاتف بدوية
في حافلة القرية
في توسل خضار يحاول بيع
سلعة كاسدة
يشكو إصابة زوجته بسرطان الثدي
في حبق في عيون طفلة ذاهبة للمدرسة
في هذا النص
المتروك للصدفة
بقلم عبد الرزاق الصغير
الجزائر
Discussion about this post