بقلم الكاتبة … سنيا الفرجاني
نسيت أن أسدل السّتائر قبل أن أنام
ونسيت علبة البودرة مفتوحة على حافة الطاولة.
مناشف الحمام الأرجوانية مكوّمة فوق رخام الحوض
بجانبها عقد اللؤلؤ القصير
ورسالتك المخفيّة في غطاء الكولونيا.
لن أخرج من الغرفة الآن
ولن أعدّل شيئا من كل هذا.
ثمّة صورة تتحرّك داخلي
كأنها شارع ضيّق
أعرفه وحدي
وتسكنه الخفافيش البيضاء.
أتحرّك بهدوء
كأنّيَ جذوع نخيل يتقدّم تحت تراب جافّ
أخاف
من صوتي
ومن ضوء الغد الذّي سيدخل الغرفة كاملا
وغاضبا.
الغرف مولعة بتمرير الضّوء
والضّوء مولع فيها بالتّخفي،
لكني نسيت السّتائر مفتوحة قبل أن أنام
فأفسدتُ حفلة الرّقص الأبديّة.
مسخ أن أنهض وأربك حركة الصّورة الهلاميّة تتشكّل الآن بصعوبة.
مسخ أشدّ لو أبقيت السّتائر على حالها حتى الصّباح.
لو أن يدا
تمتدّ
تسدل السّتائر
تغطّي علبة البودرة
تنشر المناشف على الحبل
تجمع عقد اللؤلؤ القصير في علبة
وتقرأ رسالتك على الخفافيش.
لو أنّ يد الله تفعل
سأخرج الصّورة من حلقي
وأعلّقها على مدخل الشارع الضيّق..
بقلم الكاتبة سنيا الفرجاني
Discussion about this post