بقلم الشاعرة والكاتبة … حسناء سليمان
التّرابُ الملامس أصابعي
ترك أثلامًا في يدَيَّ
فانبثقتِ الكلماتُ من نواتِها…
لتُعانقَ جذورُها عذوبةَ ينابيعِ الأعماق
هامَسْتُ وَعيَها فاستيقظَتْ حروفي …
مندهشةً بالطّبيعة المتداخلة فينا…
الطّبيعة في أطوارِها ،هي أنا المستسلمة لك يا الله …
قد حرَّرْتَنا يا ربُّ!… في امتحان الخير في البشر…
يتمايل بي مركبُ الحياةِ في مهبِّ العواصف…
تهابُنا رياحُ التّألّهِ في العقول المجنونةِ بالعظمة…
وتكتملُ الطّبيعة فينا…لأنّنا الوعيُ فيها …
نتنشّقها هواءً، نقطفها ثمارًا ، نهامسها عطرًا
نلامسها فراشات ، نسمعها زقزقات …
تُدفئنا الشّمسُ، نغازلُ القمر ، نناجي النّجمات…
هذه البِذار النّاطقة بالاخضرار ، براعمُ النّموِّ والحياة …
قد نتركها ونبقى مثلكِ ، أيَّتُها البِذار ، لعهدِ الاستمرارِ ، وَفِيّات…
لا تحزَني يا ذاتي ، فرَحُكِ الرّبيع …
لن ترحلي…لن ترحلي…
في كلِّ زهرة أقحوان تُهامسين السّماء مدى الأزمان
كفلّاحةِ الحبورِ، يا نسغَ الأمل ، تُقلّمينَ القهرَ بالمحبّة
وتعزفين أنشودةَ الفرح والشكرِ من قيثارةِ الأحلام
لن تستكينَ الأسئلةُ المشكّكةُ في العقولِ فينا…
و بصيصُ النّور ، هو الإيمانُ الّذي يغسلُنا باليقين…
فنتيقّنُ أنّنا أصغرُ من نملةٍ تجمعُ مؤونةً ،ولا تنفعُها…
وأنّنا أضعفُ من أن نفهمَ الأسرارَ الّتي تكتنفُ وجودَنا…
فقط ؛ قلبُنا يبتهلُ الى السّماء …ينبضُ …و يهمسُ:
“كم …نحن…ضعفاء…و…أنت…رجاؤنا …يا …الله …”
(أيا صديقي الكامن في أعماقي ،يا أنا المستكينة في ذاتي !…
في صومعتِنا ، قلبِنا الصّغير ، نُصلّي …
تُلمِّعُ دموعُ الخفرِ، هذي الحروفَ الجاثيةَ، في حضرتك يا الله!…
ودفؤنا ،في صقيع الأيّام ، رحمتُكَ…)
#فلسفة التّراب#
بقلم الشاعرة والكاتبة حسناء سليمان
Discussion about this post