** أغنِيةٌ لِلشّامِ.. **
بقلم الشاعرة كوثر بلعابي
أُرِيدُ أنْ أُغنّيَ للشّامِ..
فَيُجهِشُ فِي حَلقِيَ الغِنَاءُ..
و تَرحَلُ دَمْعَةٌ حَرَّى
بِنَبضِي نَحْوَ الشّرقِ
مع قَوَافِلِ الأشْوَاقِ و الغَرامِ..
اِكتضّتِ الأرضُ هناك مِنْ ارزائِهَا..
مِنْ حُلكَة الصَّفِيحِ في قُلُوبِ أبنائِهَا
مِن عَطَنِ عَمالةِ “البترول”
من طُيورٍ باتَتْ
تُغيِّرُ أصَوْاتَهَا و رِيشَهَا
فِي مَطبخِ اللْئَامِ..
يَا شَامُ.. يا وَجَعَ الأيّامِ..
يا غُربَةَ ” مديحِ الظّلّ العَالِي”
يَا قَسْوَةَ السُّقِوفِ و الجُدرانِ
كَيفَ استَطَاعَتْ هكذَا الأنقاضُ
أنْ تُخرِسَ سَقسَقَةَ الفِرَاخِ
و تَغرِيدَ السّنُونُو و اليمَامِ ؟؟
كم أحنّ يَا دمشقُ إلَيْكِ
إلى نَخوةِ الشّرقِ العظيمِ فِيكِ
تُسوّرِهَا الدّموعُ و الدِّماءُ
إلى تِينَةٍ..
تُرفرِفُ عَليْهَا الرّاياتُ فِي السّماءِ
إلى وَطَنٍ.. قلبُهُ واحِدٌ
جِسمُهُ واحِدٌ.. طِينُه واحِدٌ
مَوصُولَةٌ كُرومُهُ مِن المَاءِ إلى المَاءِ
كَم أحِنّ إلى طِفلةٍ فِيكَِ جَذْلَى
تُلاحِقُ مِثلَ فَراشةٍ أحلامَهَا..
و تَركُنُ إلى حَريرِ لَيلِهَا
فِي رِقَّةِ الأنسَامِ ..
كَم أرْهَقَتْنِي جراحُكَ يا شامُ
كم نَزَفَتْ مَحاجِرُ عُشّاقِكَ
على خَدِّ القَصِيدِ فَجِيعَة الكَلامِ ..
لَوْ أنّنِي جِئتُ يَومًا إلَيكَ
لَو أنّنِي بَذرتُ بَعْضَ القَمْحِ
و الخُزَامَى في”جولانك”
لَوْ أنّني أيْقظتُ سَيْفَ الدّوْلةِ
بَيْنَ رافِدَيْكَ..
لو أنّنِي صَالحتُ عند بَابِكَ العُشّاقَ
و أخمَدتُ فِي البَنادِقِ نِيرَانَهَا..
لَنَقُصَتْ فِي عَدْنِكَ المَذابِحُ و الزّلَازِلُ..
لَأمْطَرتْ سَماؤُكَ أفرَاحًا
تُعِيدُكَ إليْنَا فِي هَوْدَجِ الأنغامِ..
بقلم الشاعرة كوثر بلعابي
Discussion about this post