بقلم الشاعر والأديب … حافظ محفوظ
سَأَفرَحُ بعد قَليلٍ
فلي أُغنياتٌ، سأنثرُها للطُّيورِ
وأَحملُ ما يتبقَّى إلى الحقلِ أزرعهُ
ربّما نبتتْ صابةٌ منْ أغانِ
سأعطي محاصيلًها للجِياعِ وللغرباءْ…
سأفرحُ بعد قليلٍ
بهذا الشِّتاءِ،
سأرسُمُ رسمًا يُمثِّلهُ
قواريرَ مكسورة في الطريقِ
وبعضَ بيوت بأعمدة من رياحٍ
وقافلةً من دعاءْ…
سأفرحُ بعد قليل
سأقرأُ نصًّا جديدًا عنِ الحبِّ و الأمنياتِ
وأشربُ كأْسيْنِ منْ صمْتِ هذا الإناءْ…
سأَفرحُ بعدَ قليلٍ
بقافيّةٍ تشبه البحرَ في صوتِهِ
والمهاجرَ في خوفهِ
والمُحاربَ في رجفةٍ للدُّعاءْ…
سأَفرحُ بعد قبيلٍ
بما ليسَ لي
خفّةٍ للفصول وبعضِ غيومٍ لتلك الحقولِ
وسرْبِ طيورٍ لذاك الهواءْ…
سأفرحُ بعد قليلٍ
بأصواتِها تنثني جانبي
وتهدهدني لأنامَ
بكفٍّ تلامسُ زندي
بأنفاسِها ترسُمُ الأرضَ والبحْرَ
تحتَ الغطاءْ…
سأفرحُ بعد قليلٍ
بما في جيوبي
رسائلِ حبّ ساُرسلها للحيارى
لمنْ يسكُنُ الليلَ وسط الخلاءْ…
سأَفرحُ بعد قليلٍ
بلا أيِّ شيءٍ
فقط بمعانقةِ الشَّمسِ فوقَ السّماءْ..
Discussion about this post