كلّما أوجعتنا الحياة و ضخّت الأوجاعُ سمومها فينا لذنا بالكتابة و لجأنا إلى ركننا المخصّص للتّعبّد في محاريب اللّغة ، كم من رغبة في التحول إلى أشياء تخالف ما نحن عليه تجتاحنا ! كم من طقوس نمارس كي نخرج عن صفتنا المادية و ننتقل إلى صفات مغايرة نعتقد أنها ستكون أكثر ملاءمة لحالتنا النفسية و الفكرية و الروحية . كلّما غصنا في الجرح أكثر كانت الكلمات أقرب إلى الجمال و أكثر جودة و الحكي أكثر عمقا و غربة . نتخمّر لبعض الوقت في وجعنا زمن الكتابة و نتوحد مع جراحنا و نتمخّض فتكون ولادة عسيرة بحجم الموت .. ننزف بكل ما أوتينا من حيرة و ألم و رغبة في القيء فنسقي عطش الصّفحات . نضع نقطة النهاية و يبقى شيء فينا . نشعر بذلك الانكسار في كل مرة نضع نقطة النهاية و تكون المفاجأة بقصور قدراتنا التي كنا نعتقد أنها هائلة فلم تكن كذلك . تلك الخيبة التي تصيبنا في مرحلة ما بعد الكتابة ما تلبث أن تتحوّل شعورا بشيء من الرضا متى لقيت بنات أقلامنا و ثمرة قلوبنا و أرواحنا استحسانا لدى القارئ ..
Discussion about this post