مهندس … باسل كويفي
من الكتلة الوطنية الديموقراطية المعارضة في سورية ، والأحزاب والهيئات والتيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة المتحالفة معها ، الى:
-جميع حكومات العالم
-المنظمات الدولية والإقليمية
-الامم المتحدة ومنظماتها
-منظمات حقوق الانسان في العالم
-المنظمات الحقوقية والقانونية والصحية والبيئية في العالم..
نحن الموقعون أدناه من مهندسين و أطباء وخبراء في الصحة العامة وقانونيين وحقوقيين وسياسيين ومواطنين من مختلف أرجاء سورية المنكوبة بالزلزال الذي تعرضت له معظم الجغرافيا السورية بتاريخ صباح الاثنين 6 فبراير / شباط 2023 الساعة 04،17 بتوقيت سورية ، وتدرجت شدته من 7،7 الى 4،2 على مقياس ريختر ،
ندعو جميع المواطنين السوريين والعرب واحرار العالم الى التضامن والتكاتف من أجل مواجهة آثار الزلزال ، ونتقدم بهذه الطلبات والمقترحات من منطلق إنساني-اخلاقي قائم على مبادئ حقوق الانسان والحفاظ على البشر ، بصرف النظر عن الموقف السياسي والحقوقي والقانوني من هذه القضايا ومؤيدين هذه المقترحات على اختلاف رؤاهم واتجاهاتهم …
ننوه ونحذر من تداعيات آثار الزلازل الناجمة عن دراسه الكوارث الطبيعيه المحتمله من الزلازل وارتداداتها ، بما يحتّم علينا معاينة وفحص السدود مع اتخاذ جميع الاحتياطات ومزيد من الإجراءات لمواجهه احتمال انهيار أي سد لا سمح الله .
إن مدى ملاحظة تأثير السدود المباشر على المنشأت المائيه الملحقة بالسد سواء لتغذية المدن بماء الشرب او الاستخدام الزراعي وتامينها ، يُشكل عامل هام يتوجب اعتباره ، عدا عن الاثر البيئي المرتبط به .
إن أحد اهم أسباب الزلازل غير المباشرة هي السدود و حبس المياه و تسربها الى الطبقات التكتونية ، وقد تكون للسدود التي بنتها تركيا دور جيولوجي في الزلزال الـكبير جنوبي تركيا وشمال سورية ، وأنها ساعدت في وقوع الزلزال من ناحية جيولوجية ، فالطاقة التعبوية التخزينية بلغت ذروتها تقديرياً بحدود 651 مليار متر مكعب .
إن السدود التركية الأناضولية تقع في مناطق نشاط زلزالي مخيف، وان تخزين كميات هائلة من المياه خلف السدود قد تُولد نشاطا ًزلزاليا ًإضافيا ًبسبب تحميل القشرة الأرضية ما هو فوق طاقتها بسبب خلخلة توازن القوة النابذة الناتجة عن دوران الارض حول نفسها ، مما قد يساعد ويفعّل نقاط الضعف والتصّدعات في فوالق المنطقة وخاصة فالق الأناضول ،حيث تتداخل حركة الصفائح وخصوصا ًالصفيحة العربية باتجاه الصفيحة الأوراسية أو الصفيحة الأناضولية الصغيرة ، ما يساهم في ضغط هائل على نقاط تكتونية أساسية حاملة للقشرة الارضية .
وللمعلومات ، أقامت تركيا ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول ( الكاب GAP ) على نهري الفرات ودجلة 22 سدا منها 14 سد على نهر الفرات وأكبرها سد أتاتورك و8 سدود على نهر دجلة وأضخمها سد إليسو ، كما ويوجد في سورية سد كبير واحد هو الفرات، وسبعة سدود متوسطة ، هي: الرستن وقطينة وتشرين والبعث والكبير الشمالي وباسل الأسد ومحردة. و 140 سداً سطحياً ( لتشكيل بحيرات اصطناعية ) تقوم بحصد وتجميع مياه الأمطار للاستخدامات المختلفة .
وكانت الكتلة الوطنية الديموقراطية ، خلال زيارة لها عام 2019 الى سد الفرات قد حذرت من آثار عدم معالجة الاضرار التي لحقت بالسد ، من تخريب داعش لبعض البوابات وتعرضها للقصف بالصواريخ من قوات التحالف ( حين سيطرة واختباء داعش في مبنى السد عام 2017 ) ، حيث تبين اصابة السد في بعض اطرافه وعمليات التخريب التي تعرضت له معظم مضخات السد وبعض البوابات لاضرار كبيرة ، وطالبت الكتلة الوطنية حينها ،توفير صيانة عاجلة لتجهيزات السد ، ولكن وجود العقوبات الاقتصادية وعدم وجود الخبرات المحلية الحكومية التي كانت تدير السد ( سيطرة الادارة الذاتية عليه ) وندرة القدرات والامكانيات حال دون اجراء عمليات الصيانة والدعم اللازمة .
لعل كارثة الزلزال الأخير في تركيا وسورية ، تطلق ديناميكية جديدة لتسريع عجلة التقارب بين الدولتين عبر مسارات متعددة بالنظر للروابط الجغرافية والبشرية بينهما، حيث بلغ اعداد الضحايا الالاف والحرحى عشرات الالاف منهم سوريين قضوا الى جانب الاتراك في تشابكات ديموغرافية وتقاليد متشابهة ، بعيداً عن صراع الأيديولوجيات والمشاريع الجيوسياسية المتنافسة، والحسابات السياسية المعقدة، التي لم تكن سوى استنزاف للطاقات والإمكانيات ، ومن زاوية اخرى فإنها قد تُشكل فرصة للقفز على الحواجز التي صنعتها الخلافات بين السوريين من جهة وبين سورية ودول اخرى من جهة اخرى ، على مدار السنوات الماضية، للالتقاء والتصالح الايجابي حيث للأسف دور فعّال للمآسي والكوارث في إشاعة روح التضامن بين المختلفين ،
ان اخطار انهيار السدود موجودة عبر التاريخ ، وقد
تُسبب هذه الإخفاقات أضراراً جسيمة بالممتلكات العامة والخاصة والبيئة وتودي بحياة الكثيرين بسبب مجموعة من المسببات ابرزها ؛ التصدعات الناتجة عن الكوارث الطبيعية وهي إحدى أسباب فشل السدود ، بالاضافة الى الصيانة غير الكافية للسدود أو التأخير فيها ( وهذا الوصف يتقارب مع الواقع السوري نتيجة العقوبات المفروضة التي لا تسمح بتوريد التجهيزات والاليات الكبيرة والتكنولوجيا واجهزة القياس القادرة على اجراء الصيانة المناسبة )
كذلك فان للسدود عمر متوقع ” إعياء السدود ” وفق دراسات علمية حديثة ، وبالتالي يتوجب الحذر من تزايد حالات الانهيار ، وتهديد حياة مئات الملايين الذين يعيشون في دول المصب من الغرق وهو ما ينذر بكارثة إنسانية جديدة في حال انهيارها .
“كشفت وسائل إعلام دولية عن حدوث انهيار وتشقق في سدي ميدانكي والتلول في سورية وسد ملاطيا في تركيا ” مما يتطلب فتح البوابات في تلك السدود بشكل تدريجي كي لا يتسبب في حالات غمر للاراضي ويساهم في تخفيف الحمولات الضخمة .
وحتى الآن لم تكشف الأمم المتحدة ومنظماتها ومجموعة الحلفاء الدوليون ومن يدعون انفسهم بالشركاء الانسانيون ، عن خططهم المتعلقة بالاستجابة للمناطق السورية المنكوبة، لمساعدة المتضررين،
وفي هذا الصدد نؤكد على الامم المتحدة ومنظماتها وكل دول العالم المناشدين في عذا البيان ، بالعمل الفوري والسريع للاستجابة العاجلة للاغاثة وتدارك آثار الزلزال ، وتشكيل فرق علمية مختصة تضم خبراء وفرق صيانة وتأهيل ودعم لمعاينة المنشآت الكبيرة المتضررة وعلى الاخص السدود ، “سد الفرات مثلاً ، فخروج السد عن الخدمة يسبب مشاكل و صعوبات كبيرة و آثار سلبية على السكان و عدم القدرة على توفير مياه الشرب للسكان و لمدينة حلب و وقف عمل الاقنية و التحويلات الخاصة بالزراعة بما يهدد حياة شريحة كبيرة من السوريين، اضافةً الى خطر غمر جميع المناطق و الأراضي التي يقل ارتفاعها عن ( 250 م) فوق سطح البحر مما يعرض ملايين السكان في سورية و العراق الى خطر حقيقي “.
أما إذا انهار سد تركي أو أكثر من السدود العملاقة لا سمح الله ، فإن ذلك من شأنه إحداث دمار بمناطق شرق سورية وغرب العراق ، وأن “الجدار المائي الطوفاني”، كما يسميه الخـبراء، سيصل إلى الخليج العربي جارفاً معه مدنا وقرى كاملة.
مما يعرض الامن والسلام والاستقرار في العالم الى اخطار جديّة يصعب تدارك عواقبها .
الرحمة للضحايا الذين قضوا من الزلزال اينما تواجدوا في مناطق الزلزال ، والشفاء العاجل للجرحى ، وكل التحية لفرق الانقاذ الذين يعملون من اجل انقاذ البشر .
الكتلة الوطنية الديموقراطية المعارضة في سورية .
عنهم رئيس الكتلة
مهندس باسل كويفي.
Discussion about this post