بقلم : ثروت مكايد (١-٢)
سأضرب مثلين للتعامل مع المرأة في ثقافتنا الإسلامية على أن يكون من تعامل هو سيد الخلق طرا بحيث يلزم الأدنى المثل ويرى في هذا التعامل حقيقة هذا الدين.. أما المثل الأول فساعة أن أهدت إحدى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما في برام أو فيما يشبه البرام وكان سيد الخلق في صحبة من أصحابه ، وحضور عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فتناولت البرام ، وألقت به على الأرض فانكسر ، وتبعثر ما فيه من طعام فترى ماذا فعل سيد الخلق – ولا تنسى أننا نتحدث عمن أسري به وعرج حتى وصل إلى سدرة المنتهى وهي مكانة لم يصلها مخلوق إنسا كان أم ملكا مقربا – في موقف كهذا وفي حضرة ضيوفه ؟ ..
إنه لم يزد أن قال : لقد غارت أمكم …
وأمرها بدفع ثمن البرام أو الجفنة لصاحبتها وهذا حقها..
وأنا أضرب هذه الواقعة مثلا يخطر في البال: كم من امرأة طلقت لأن الملح زاد في طعام سبع الفلا أو نقص قليلا! ..
أما المثل الثاني فحدث يوم الحديبية إذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بذبح الأضاحي والتحلل فلم ينفذ منهم أحد حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمته وعلى وجهه الشريف أثر الهم فأشارت عليه أم المؤمنين أم سلمة بأن يخرج ، ويذبح ، ويحلق دون أن يكلم منهم أحدا .. وما إن رأى الصحابة هذا حتى تدافعوا لتنفيذ الأمر وكاد أن يذبح بعضهم بعضا من شفرة الحلاقة..
وأنا أذكر هذه الحالة أذكر ما يقال من مثل صار لدينا كالعقيدة وهو : ” شورة المرة تخرب البيت سنة ” ! …
إننا لا ننظر إلى المرأة إلا كما ننظر إلى كم مهمل من سقط المتاع ، ولا نرى فيها غير جسد يعامل كمبولة للسائل المنوي وليست كإنسانة لها ما للرجل وعليها ما عليه وهذا لعمري سر تخلفنا المزمن ، وسقوطنا في هوة العفن الفكري ، والجفاف الروحي ، والتصحر الحضاري الخانق! .
Discussion about this post